اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
تسود لدى حزب الله حالة من التذمر والاشمئزاز لا بل من القلق، من اداء الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، بسبب عدم ايلاء الاهتمام باستمرار الاعتداءات 'الاسرائيلية' على لبنان وبشكل يومي منذ اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، حيث تم تسجيل سقوط نحو اكثر من 150 شهيدا ومئات الجرحى وتدمير عشرات المنازل والمؤسسات، وكان آخر الغارات خلال هذا الاسبوع على بلدات في قضاء النبطية، اضافة الى استهداف ضاحية بيروت الجنوبية بثلاث غارات مدمرة سقط فيها شهداء وجرحى.
الحكومة لا تحرك ساكنا سوى من بعض التصريحات الخجولة، ويقوم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعقد لقاءات واجراء اتصالات مع لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار وسفراء دول وموفدين، ويثير موضوع تواصل العدوان 'الاسرائيلي' مع رؤساء وملوك وامراء دول يلتقيهم ويتلقى وعودا، لكنها لا ترتقي الى مرتبة وقف العدوان، واستكمال الانسحاب من النقاط الخمس والاراضي اللبنانية المحتلة تطبيقا للقرار 1701.
وفي هذا الاطار، فان عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسين جشي يكشف لـ 'الديار' عن تواطؤ الجهات المكلفة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي في استمرار حربه على لبنان، وان الدولتين المعنيتين بالتواطؤ هما اميركا وفرنسا. فلا يصدر عنهما استنكار لما يقوم به العدو دون رادع من قبل اعضاء اللجنة، في وقت يلتزم حزب الله بالاتفاق باعتراف قائد 'قوات الطوارىء الدولية'، الذي اعلن بانه لم يسجل للمقاومة اي خرق منذ اتفاق وقف اطلاق النار.
ويسأل جشي عن موقف الدولة اللبنانية، التي دعمها حزب الله ووقف وراءها لوقف العدوان، لكنها اثبتت بانها خجولة في مواقفها، ولم تقم باي دور لردع العدوان، مستهجنا موقف وزير الدفاع اللواء ميشال منسى بوصفه الجيش اللبناني بانه 'للبرستيج'، وهذا لا يبشر بالخير يقول جشي، الذي يسأل عن الجيش الذي نحترمه ونقدر تضحياته الى جانب المقاومة، انما لا يعطى القرار السياسي للدفاع عن لبنان المستباح بكامله من العدو 'الاسرائيلي'.
ويقول جشي ان ترك الوضع الميداني للعدو الاسرائيلي، وعدم تقدم الحكومة باتجاه الاعمار فهذا عمل مشبوه، ويكشف عن تقديم اقتراح قانون لاعادة الاعمار، لكن رئيس الحكومة سلام اعلن بان لا حاجة له لانه يوجد وسائل للاعمار، لكن لم يحصل ذلك بعد مضي نحو ستة اشهر على وقف اطلاق النار، وكأن من لا يعمل لاعادة الاعمار وعدم التصدي للعدو ، فهو يتناغم مع المطالب الاميركية بان لا اعمار ولا وقف للعدوان، قبل ان تستكمل الحكومة الاستيلاء على سلاح حزب الله، الذي اكد رئيس الجمهورية بانه يعالج بهدوء والحوار، وليس بالقوة التي تأخذ لبنان الى حرب اهلية لا احد يريدها.
وحول ما يقال بأن حزب الله لن يصبر كثيرا على استمرار الاعتداءات 'الاسرائيلية' فيقول النائب جشي، ان حزب الله يوازن بين مصلحة البلد والقرار الذي سيتخذه، وهو يتواصل مع رئيس الجمهورية ومع شركاء لنا في الوطن، لكن لكل وضع حد ووقت، وهذا ما يحكم موقفنا الذي نريد من هو شريك لنا ان يلاقينا على طريق حماية لبنان، وهذا ما لا نلمسه من بعض الاطراف التي تريد ان يسلم حزب الله سلاحه او ينزع منه، في وقت لا يتوقف العدو 'الاسرائيلي' عن خرق السيادة اللبنانية، ولا يواجه باستنكار من هذه الاطراف، التي تسهل للكيان الصهيوني تنفيذ مشروعه التوسعي الاستيطاني منذ اغتصابه لفلسطين.