اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٥
مع عودة منافسات الدوري اللبناني لكرة القدم، اشتعلت الأجواء مجدّداً بتصاعد الحديث عن الفرق والمنافسة، وأصبح الحديث عن التوقعات لهذا الموسم محوراً مثيراً. ورغم مرور جولتين فقط، بدأت ملامح المستوى الفني للفرق تتضح، ما يثير الفضول حول ما قد يحمله الموسم من مفاجآت وتحدّيات.
من الواضح أن التوقعات تشير إلى أن هذا الموسم سيكون مليئاً بالإثارة، وقد تحمل الأيام المقبلة مفاجآت خاصة في سوق الانتقالات الشتوية، حيث ستُعيد معظم الفرق النظر في خيارات اللاعبين الأجانب لتعزيز صفوفها.
العهد: انسجام وتنظيم هجوميّ
بعد فوزه المهم على النجمة في قمة الجولة الثانية (2-1)، يبدو أن العهد قد وجد الصيغة المثالية للتوازن بين الدفاع والهجوم. الفريق الذي لم يكن قادراً على كسر حاجز النجمة في السنوات الأخيرة، تمكّن أخيراً من تقديم أداء قوي، أثبت فيه فاعليته التكتيكية. المدافع المصري ابراهيم عيد ووسط الميدان ماريو أوليفيرا قدّما أداءً مميزاً، حيث تكاملت قدراتهما الدفاعية مع المهارات الهجومية للفريق. في الهجوم، ظهر محمد ناصر وزين فران بشكل متفاهم، ليؤكّدا أن الفريق يمتلك القدرة على تهديد أي دفاع في الدوري.
لكن الأكثر إبهاراً كان اللاعب الشاب محمود زبيب (21 عاماً)، الذي أظهر تحسّناً كبيراً في مستوى أدائه، وأصبح جزءاً أساسياً من خط الوسط، حيث يبرز بالتمريرات الدقيقة والقدرة على قطع الكرات. قد يكون هذا اللاعب هو الورقة الرابحة للعهد في المراحل المقبلة.
الأنصار: طموحات كبيرة
فريق الأنصار يظهر في هذا الموسم ككتيبة متكاملة لا تقتصر على الدفاع أو الهجوم فقط، بل يعكس توازناً فنياً بين القوة التكتيكية والمهارات الفردية. الفوز الكبير على الراسينغ (3-0) لم يكن مجرّد نتيجة عابرة، بل ثمرة الانسجام والتنفيذ الدقيق لخطة المدرب يوسف الجوهري. كان حسن معتوق، نجم الفريق، هو من سجّل الهدف الأول بلمسة فنية رائعة، لكن النقطة الأبرز في هذا الانتصار تكمن في الأداء الهجومي المتوازن الذي قدّمه الفريق. تحركات علي طنيش 'السيسي' في الخط الأمامي شكّلت تهديداً دائماً لدفاع الراسينغ، حيث استفاد الفريق من سرعته وقدرته على خلق المساحات.
الصفاء: التغييرات تحتاج إلى وقت
رغم التغييرات الجذرية التي طالت صفوف فريق الصفاء هذا الموسم، إلّا أن الفريق أظهر صلابة واستطاع العودة بنقاط ثمينة من أمام الرياضي العباسية (2-1). هنا تبرز مسألة التفاهم بين اللاعبين الجدد. فعلى الرغم من الانتصار، لا يزال الصفاء بحاجة لوقت لكي ينسجم لاعبوه، خصوصاً في خط الدفاع الذي أظهر بعض الهفوات في المباراة. إلّا أن الروح الجماعية والقتالية كانت واضحة، وظهر اللاعبون الجدد مثل الكاميروني جيرومي إيتامي بعطاء لافت في الهجوم. من الواضح أن الصفاء يحتاج لتطوير أكبر في التحوّلات الهجومية والتمركز الدفاعي، لكن الوقت يعمل لصالحه.
بزي يلمع مع التضامن
تألّق المهاجم حسن بزي في المباراة ضد شباب الساحل وساهم في فوز التضامن صور (2-0)، ليضع الفريق الجنوبي بين فرق الصدارة. لكن بصرف النظر عن النتيجة، الأهم هو أن بزي أصبح مركز الثقل في الفريق، وهو من اللاعبين الذين يشكّلون فارقاً من حيث الحركة والانطلاقات السريعة. لم يكن بزي مجرد هدّاف بل أظهر تطوراً تكتيكياً ملحوظاً في قراءة المباراة، ما جعله يشكل تهديداً دائماً على مرمى الخصم.
الساحل: مشاكل تكتيكية
من الناحية التكتيكية، يظهر شباب الساحل في وضع غير مريح، حيث يعاني من ضعف في الانسجام الدفاعي والهجومي. خط الدفاع يعاني من مشكلات في التغطية والتمركز، ما يؤدي إلى ترك مساحات كبيرة يمكن استغلالها من الخصوم، وهو ما ظهر بوضوح في مباراة الفريق أمام التضامن (صور). في الهجوم، يعاني الفريق من العقم التهديفي وإهدار الفرص، إذ يعجز المهاجمون عن ترجمة الفرص إلى أهداف.
شباب بعلبك والأداء الدفاعي
في حالة خاصة، ظهر تجمع شباب بعلبك وكأنه فريق قادر على تحصين مرماه رغم كل الظروف، حيث حقّق فوزاً تاريخياً على شباب الغازية (1-0). يُظهر الفريق قدرة مميزة على إغلاق المساحات الدفاعية وتقديم أداء جماعي منظم. على الرغم من أن الفريق يعاني من نقص في الخبرة مقارنة ببقية الفرق، إلّا أن المدرب حسن المقداد نجح في تحفيز اللاعبين وتنظيم خطوط الفريق بشكل جيد، ما منحهم القدرة على الصمود طيلة فترات المباراة.