الانتقام في "يوم القدس الايراني"؟… نتنياهو مصرّ على المواجهة

تحيي ايران ووكلاؤها العرب 'يوم القدس'، الذي أطلقة مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني في تموز 1979، فكان اللبنة الأولى للمشروع العقائدي الترويجي الذي أوصل الى 'هلال شيعي' نجح في مصادرة القرار في أربع عواصم عربية زائد غزة، وهو يواجه اليوم أخطر تحدٍ له حتى اليوم: مواجهة مباشرة بين الرأس الايراني واسرائيل، مع توقعات بقرب 'الانتقام الايراني' لقتلى مجزرة القنصلية في دمشق والتي أودت بكل الصف الأول لـ 'الفيلق' المسمّى أيضاً بالقدس لتنفيذ كل أجندات طهران في العالم العربي، والتي تظهر بوضوح حالياً في المملكة الأردنية الهاشمية عبر تحريك جماعات وتجييشها لإحداث فوضى داخلية تزيدها حساسية الاحتمالات الفلسطينية المرتبطة بـ'اليوم التالي' بعد حرب غزة.

المنطقة إذن بانتظار 'الانتقام الايراني' الذي سيحدد، بطبيعته وحجمه وأهدافه، أي مسار ستتخذه الأوضاع في الشرق الأوسط الكبير، وما إذا كنا مقبلين على 'ميني حرب عالمية' مع ما يمكن أن تتمخض عنه من خرائط وكيانات جديدة.

في الأثناء، برّد 'الوكلاء' ساحات المشاغلة فيما انشغلت اسرائيل بالاستعدادات، فألغت كل الإجازات للجيش واستنفرت كل أنظمتها الدفاعية بينما سعى الجيش الى تهدئة مخاوف الاسرائيليين لئلا يقبلوا على تموين الغذاء والمال الكاش.

الأردن

وفيما أعلن 'حزب الله' العراقي، خلال الساعات الماضية أنه جاهز لتسليح آلاف المقاتلين في الأردن بذريعة دعم الفلسطينيين، كانت مديرية الأمن العام الأردنية حازمة في تعاملها من أجل تطبيق القانون على كل من يعتدي على أمن المجتمع، بحيث حذر رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز من محاولات تشويه موقف بلاده من الحرب في غزة، ورفض التجاوز على الثوابت والمرجعيات الأردنية، بحثاً عن شعبوية زائفة، على حد تعبيره.

وشدد الفايز على أن بلاده 'لن تلتفت إلى المشككين، وستبقى الأقرب إلى فلسطين، وأن الأردنيين لن يقبلوا بأن تتحول المظاهرات والوقفات الاحتجاجية إلى منابر لزرع الفتنة، وساحة لتنفيذ مخططات الآخرين، أو تجريم الدولة وتجريحها وتخوينها'.

وحذر الفايز في افتتاح الجلسة الأخيرة من الدورة العادية لمجلس الأعيان، من الذين 'يتهمون الأردن بالخيانة، ورجال الأمن بالخونة والصهاينة'، مؤكداً أن 'هدف هؤلاء إيقاع الفتنة بين مكونات النسيج الاجتماعي'.

وتأتي تصريحات الفايز بعد دعوة القيادي في حركة 'حماس' أسامة حمدان، إلى مساندة كل الأمة للقضية الفلسطينية، ورداً على شعارات أطلقها معتصمون في محيط السفارة الاسرائيلية في العاصمة عمان تُقلل من الجهود الأردنية في دعم سكان غزة.

لا تقدم في المفاوضات

ومع استمرار وتيرة الحرب على قطاع غزة، وفي ظل المفاوضات التي يجري تأخيرها والمماطلة بها، أكد حمدان أنه لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن في هذه المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق للتهدئة وتبادل الأسرى.

وأشار حمدان الى أن 'حماس أبلغت الوسطاء في مصر وقطر تمسكها بموقفها المتمثل في ضرورة وقف الحرب، وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم، خصوصاً في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى جميع أنحاء قطاع غزة، والبدء بإعادة الإعمار فوراً، وعملية تبادل أسرى حقيقية، وجادة'.

مكالمة حامية بين بايدن ونتنياهو

في الغضون، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وللمرة الأولى بوقف فوري لإطلاق النار.

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن بايدن أكد لنتنياهو أن 'الهجوم على العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني عموماً غير مقبول'، مشيراً الى أن بايدن أوضح حاجة إسرائيل إلى 'إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الأضرار التي لحقت بالمدنيين والمعاناة الانسانية وسلامة عمال الإغاثة'.

وأبلغ بايدن نتانياهو بأن السياسة الأميركية سترتبط باتخاذ إسرائيل 'إجراء فورياً' بشأن المدنيين في غزة. وحثه على التوصل إلى 'وقف فوري لإطلاق النار' في غزة.

وتحدث الاعلام عن المكالمة الهاتفية، فاعتبرت 'نيويورك تايمز' أن بايدن يوبخ نتنياهو ويهدد بتغيير السياسة الأميركية، فيما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين 'مضمون رسالة البيت الأبيض بعد مكالمة نتنياهو وبايدن القاسية للغاية'.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: 'إذا لم نشهد التغييرات التي نحتاج إلى رؤيتها من إسرائيل فستكون هناك تغييرات في السياسة الأميركية'.

وأكد مستشار الأمن القومي جون كيربي كلام بلينكن، قائلاً: 'سنفكر في تغيير سياستنا بشأن غزة إذا لم تحدث إسرائيل تغييرات.'

ميقاتي

اما داخلياً، فاتجهت الأنظار الى الجلسة الحكومية التي انعقدت أمس في السراي الحكومي، وما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن طلب لبنان المساعدة العاجلة من منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة لمواجهة تداعيات الدمار الهائل الناجم عن هجمات إسرائيل على الحدود الجنوبية. وأوضح ميقاتي خلال الجلسة، أن الهجمات الاسرائيلية على جنوب لبنان أودت بحياة 313 فرداً، بينما أُصيب نحو ألف شخص ونزح نحو 100 ألف من ديارهم.

وأشار إلى أن 'القطاع الزراعي يشهد كارثة كبرى مع تضرر 800 هكتار بصورة كاملة جراء الهجمات الاسرائيلية على جنوب لبنان'، لافتاً إلى أن 'نحو 75 في المائة من المزارعين فقدوا مصادر دخلهم'. ورأى 'وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعياً، خصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة'.

الميدان

وفي هذا السياق، طال القصف المدفعي الاسرائيلي، أطراف بلدة الوزاني، ونفذت الطائرات الحربية غارة جوية استهدفت بلدة يارون في قضاء بنت حبيل ما أدى الى تدمير منزل كلياً، وغارة أخرى على المنطقة الواقعة بين بلدتي عيترون وعيناتا في قضاء بنت جبيل حيث ألقت صاروخي جو – أرض. فيما أعلن 'حزب الله' أنه استهدف ‌‌‌‌بقذائف المدفعية مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث في الجليل الغربي.

في المقابل، أعلن نتنياهو أن ايران تعمل ضد اسرائيل منذ سنوات، ولذلك فان اسرائيل تعمل ضد ايران دفاعاً وهجوماً. وقال: 'سنعرف كيف ندافع عن أنفسنا وسنتصرف وفقاً للمبدأ البسيط المتمثل في أن من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا سنؤذيه'.

وفي سياق مختلف، ذكر الموقع الالكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة لمكافحة الارهاب مرتبطة بإيران على شركة 'أوشنلينك ماريتايم دي إم سي سي' وسفنها، موضحةً أن 'العقوبات الجديدة تستهدف شبكة تسهّل شحن السلع للجيش الايراني'.