اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
تخيل لو كنت تائها في الصحراء مثلا وأردت استخدام البوصلة للتوجه شمالا بحسب الخريطة إلى البحر، ولكن وجدت بعد مسيرة عدة أيام أنك متجه جنوبا لأن البوصلة وجهتك للاتجاه العكسي، وهذا ما سيحصل معك تماما في حال تغير الأقطاب المغناطيسية للأرض.
توصل فريق من الباحثين بجامعة هارفارد، إلى أن تراكم كتلة المياه في نحو 7000 سد من أكبر سدود الأرض، قد أثّرت على محور دوران القشرة الأرضية بحوالي متر بالنسبة للدينامو الذي يُحرّك المجالات المغناطيسية تحت القشرة.
وأكدت الباحثة ناتاشا فالنسيك أنه 'عندما نحجز الماء خلف السدود، فإن ذلك لا يؤدي فقط إلى سحب الماء من المحيطات، بل يؤدي إلى انخفاض مستوى سطح البحر عالميًا، بالتالي يزعزع توزيع الكتلة بطريقة مختلفة حول العالم'.
وتابعت الباحثة: 'يمكن أن تؤثر إعادة توزيع الكتلة هذه على مواقع الأقطاب المغناطيسية للأرض بالنسبة للسطح، وكما يؤدي الوزن الزائد المضاف إلى كرة دوّارة إلى سحب الجزء المثقل نحو خط الاستواء، مما يُغير المحور الذي تدور حوله الكرة.
وأضافت: 'إن إعادة توزيع وزن سطح الأرض يُعيد توجيه محور دورانها، سواءً كان ذلك من خلال مياه السدود، أو ذوبان الأنهار الجليدية، أو إزالة المياه الجوفية'، بحسب موقع 'sciencealert'.
وبحسب الدراسة، وجدت فالنسيك وفريقها أن القطب الشمالي تحرك على مرحلتين من عام 1835 إلى عام 1954، تحرك شرقًا نحو روسيا بنحو 20 سنتيمترًا (8 بوصات) مع بناء السدود في أوروبا وأمريكا الشمالية، ثم تحرك 57 سنتيمترًا غربًا باتجاه أمريكا الشمالية بين عامي 1954 و2011 مع بناء المزيد من السدود في آسيا وشرق أفريقيا.
ويحذر الباحثون من ضرورة أخذ هذه النتائج بالاعتبار، لأنها تؤثر في ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.
ويُضاف تحول الأقطاب المغناطيسية إلى قائمة متزايدة من الظواهر الكوكبية التي يعبث بها البشر دون قصد، بما في ذلك انكماش طبقات الغلاف الجوي، وتغير دوران المحيطات، وتنشيط البراكين.