اخبار لبنان
موقع كل يوم -المدن
نشر بتاريخ: ٢٨ أذار ٢٠٢٤
حين أطلقت فرقة 'بيكنيك' Piknik الروسية، مطلع الشهر الجاري، أغنيتها عن الخوف بعنوان عنوان 'لا تخشَ شيئاً'، هل كانت تتصوّر سيناريو تكون فيه ضحية تفجير إرهابيّ؟ وهل ما زالت تحتفظ بمناعتها ضدّ الخوف أمام مشهد دمويّ كهذا؟
خلال مسيرة طويلة تقارب نصف القرن، أحيت فرقة الروك 'بيكنيك' مئات الحفلات، كان آخرها يوم 22 آذار/مارس الجاري. وكان 6000 شخص من جمهورهم ينتظرون صعودهم على خشبة مسرح 'كروكس سيتي' في موسكو قبل أن يستهدفها هجوم إرهابيّ عنيف، تبنّاه لاحقاً 'تنظيم داعش خراسان'. فمن هي هذه الفرقة التي تصدّر اسمها مسرح جريمةٍ سياسية وانسانية، راح ضحيتها حوالى 140 شخص؟
انطلقت فرقة 'بيكنيك' في العام 1978، وهي تعدّ من أعمدة الروك الروسي منذ العهد السوفياتي. وخلال مسيرتها المخضرمة، تبدّل أعضاء الفرقة وتغيّر أسلوبها بشكل متواصل، وكانت شاهدة على انهيار امبراطورية وقيام أخرى، كما تعرّضت للحظر حيناً وسلّطت عليها الأضواء أحياناً. وفي خضمّ هذه التحوّلات، وتراجع شعبية موسيقى الروك أمام أنماطٍ أخرى، لم تفقد هذه الفرقة مكانتها لدى الجمهور الذي ظلّ يملأ حفلاتها بالآلاف، إن كان من باب النوستالجيا أو بسبب تطوّرها المستمرّ.
وقد بلورت الفرقة، بقيادة المغنّي الرئيسي، ادموند شكليارسكي، أسلوبها الموسيقيّ الخاصّ الذي يجمع بين الآلات السيمفونية والفولكلورية، فضلاً عن أنماط الروك الكلاسيكية والمحليّة، مع لمسةٍ سوداوية متمثّلأة بالـpost punk وgothic rock. وهذا الدمج المبتكر جعلها حالة فريدة في مشهد الروك الروسيّ. أمّا الكلمات فيهيمن عليها الطابع القوطي (gothic) والفانتازي، يختلط فيه السحر بالغموض والمخلوقات العجيبة كمصاصي الدماء وشخصيات الميثولوجيا الشرقية.