اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
هي مسألةُ وقتٍ فقط. ستقع قريباً، وربما لن تقع. إنها الحربُ الموسّعةُ التي باتت «طبولُها» تملأ الفضاءَ اللبناني من دون أن يملك أحدٌ الجوابَ اليقينَ حول إذا كانت ستنفجر فعلاً أم أن التصعيدَ التصاعُدي الذي يرتسم منذ أيام هو في إطارِ ضغوطٍ تتدحْرجُ لربْط «بلاد الأرز» بمسارِ غزة وجعْل ملف سحْب سلاح «حزب الله» يُبَتّ «على السرعة» نفسها التي حدّدها الرئيسُ دونالد ترامب لـ «سلامٍ» انطلق بـ «القطار السريع» من القطاع الممزّق ويريده أن يعمّ المنطقة.
فمَن يرصد مواقف الحلقة الضيّقة القريبة من ترامب حيال لبنان وسلاح «حزب الله»، يَعتقد أن «المكتوب يُقرأ من عنوانه» لجهة أن أمام بيروت نافذة ضيّقة جداً لتفكيك ترسانة «حزب الله» قبل أن تنفّذ إسرائيل المَهمة بيدها، وأن أيَّ مفاوضاتٍ على طريقة «شراءِ الوقتِ» أو التَحايُل الديبلوماسي لن يكون لها مكان في حساباتِ واشنطن ولا تل أبيب.
ومَن يقرأ ما نُقل عن مصادر أوروبية من «أن ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط» تَعَمَّقَتْ خشيتُه من «الأعظم الآتي» الذي عبّر عنه أيضاً كلام مصدر أمني إسرائيلي عن «أننا نرصد محاولات من حزب الله لترميم كل قدراته بما فيها الإستراتيجية ولن نسمح بذلك، نقوم بإرسال مواقع سلاح ونشاط حزب الله للجنة التنسيق (الميكانيزم) ونتحرك إذا لم تتصرف (...) ونتدرب على سيناريو الحرب ونعدّ لحزب الله مفاجآت جديدة إذا اندلعت الحرب. فإما أن تنزع الدولة اللبنانية سلاحه وإما ستقوم إسرائيل بذلك».
ومَن يعاين الواقع الميداني الذي يشهد ديناميةً تسخينيةً إسرائيلية محمَّلة بالرسائل المتعددة الاتجاه، يَستشعر بأن تل أبيب تُعِدُّ لشيء ما أبعد من «الحرب النفسية» وأقرب إلى رفْع الجهوزيةِ وإتمام الأرضية لتوسيع الضرباتِ التي لم تتوقّف منذ اتفاق وقف النار (27 تشرين الثاني) ولكن «مفعولها» أو «حمولتها التفجيرية» الحالية ليست كافية لفرْض الأهداف التي تريدها تل أبيب وواشنطن «على توقيت» تسوية غزة.
ومَن يَقِسْ «حبْس الأنفاس» لدى المسؤولين اللبنانيين وحجم الكلام عن مرحلة صعبةٍ أمام البلاد وعن ضغوطٍ قد تزداد لجرّها إلى مسارٍ يُفْضي إلى تفاهمات حدودية وأمنية، كما التقارير عن عمليات محاكاة لدى جمعيات معنية بالإسعافات والإنقاذ لسيناريوات «حربية»، يستخلص أنّ في بيروت أكثر من ارتيابٍ مما قد يكون.
ومَن يَسمع مواقف «حزب الله»، وما قاله خصوصاً نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي عن أنّ «الحزب لن يسلّم سلاحه (...) وكل أشكال الضغط الأميركية والأوروبية لن تغيّر من موقف الحزب الثابت»، لن يجد صعوبة في استنتاج أن الحزب نفسه يتهيّب المرحلةَ وموجةَ ضغوطٍ يُراد منها ليس فقط تطبيق «نموذج حماس» عليه (بمعنى اقتياد الحركة لاتفاقٍ ينص على تسليم سلاحها ويشرف على تنفيذه ترامب شخصياً) بل أن يكمل «الطوق» حول إيران «المنزوعة الأذرع» وتالياً إنهاءَ «مشروع تخصيب نفوذها» الذي قام على مدى أعوام طويلة على محاولة «مقايضة النووي بالدور» الإقليمي، وإلا صار «رأسها» على المحك.
ومَن يطالع تقارير عن «جدول» المفاوضات التي يُراد أن تحصل بين لبنان وإسرائيل وبنودها، من الحدود البرية، إلى ترتيبات أمنية وصولاً إلى إنشاء نظام إنذار مبكر داخل لبنان، وربما فرض منطقة حدودية لبنانية خالية من السكان، يزداد قَلَقاً مِما يَعنيه تَبَلْوُر «الهدفَ السياسي» الواضح وضوح شمس لأي حرب موسّعة جديدة، وهذه المرة بخلاف ما كان عليه الأمر إبان جولة الـ 65 يوماً الخريف الماضي، خصوصاً بعدما شقّتْ تسويةُ غزة الطريق نحو «فجرٍ جديد للشرق» كما أسماه ترامب وتشكّل «بلاد الأرز»، الخالية من حزب الله المسلّح، قطعة رئيسية منه، بمعنى أن جعْل نفسها حجر عثرة أمام هذا التحول الجيو- سياسي الذي يعاود تشكيل المنطقة سيجعلها في «فم التنين».
ومَن يتابع «بند الأهداف» السياسي و«الشخصي» لبنيامين نتنياهو من أي حرب شاملة على لبنان و«حزب الله»، وليس أقلّها تشكيل «درع نارية» تقيه خطر المحاكمة الدائم كما تحقيق إنجازٍ بالقوة على جبهة لبنان يمكنه استثماره في انتخابات الربيع، تزداد مَخاوفُه مما يحوكه رئيس الوزراء الإسرائيلي وقد يسهل أن يقاطعه مع «الرؤية الماكرو» لترامب للمنطقة و«عصرها الذهبي».











































































