اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
لم تسمح لي إنسانيتي وقيمي ومبادئي وأخلاقي وكل ما ناضلت من أجله في المؤتمرات الدولية وعلى المنابر العالمية في الركون إلى الصمت بعدما قرأت في نداء الوطن ما قرأه الجميع عن الأب منصور لبكي، بل اخترت وسأختار دائماً أن أكون رأس حربة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفل.
من غير المسموح أن تكون قضايا حقوق الإنسان مجرد مادة صحفية تتناولها وسائل الإعلام والصحافة من دون التأكيد على قدسيتها وعدم المساس بها قصداً أو عن غير قصد، فهذه القضايا لم تكن يوماً ولن تكون مادة للسبق الصحفي او للترويج الإعلامي.
إن الأب منصور لبكي صدرت بحقه أحكام قضائية في لبنان وخارجه وتمت إدانته بجرائم تحرش بحق الأطفال، وهو ما يستوجب حكماً عدم السماح بنشر مقال ترويجي للأب لبكي، لكن مع أسفي الشديد لم أعلم بهذا المقال سوى في صبيحة 18 نيسان عندما رأيته على صفحات الجريدة على غرار الجميع.
لا أبالغ حين أقول إنني لم أستطع التفكير سوى بأهالي الضحايا الذين لحق بهم الضرر والأذى من ما تضمنه المقال، واذ أعرب عن دعمي لهم ولقضيتهم وابنائهم، أعلن استعدادي للقيام بكل ما يلزم لإطفاء النار التي هبت في نفوسهم وأنني أضع نفسي والصحيفة بتصرفهم دعماً لهم ولقضيتهم المحقة المقدسة.
منذ رؤيتي للمقال لم أتوقف عن القيام بالاتصالات اللازمة مع شريكي السيد ميشال المر ورئيس التحرير أمجد إسكندر وطلبت بشكل واضح توضيح سبب عدم إبلاغي بالمقال قبل نشره وتم الاتفاق على اتخاذ تدابير عقابية بحق المسؤولين عن المقال بدءاً من الكاتبة الصحفية التي تم فصلها عن العمل، لمنع تكرار هذا الأمر تحت طائلة المحاسبة.
وقد أصريت على إصدار بيان منفرد يحمل توقيعي لأضع فيه النقاط على الحروف، وأؤكد أنني كنت وسأبقى مناضلاً في سبيل حقوق الإنسان ومناهضاً لكافة أنواع وأشكال العنف والتحرش والعنصرية، وأنني وبما أحمله من قيم ومبادئ أعلن استنكاري وغضبي مما ورد في المقال وانحيازي بالكامل لصالح الضحايا وأهلهم وأصدقائهم بوجه المؤسسة التي أنا شريك رسمي فيها.
إن العمل الصحفي يجب أن يكون تحت سقف الاخلاقيات والقيم، وأن الصحافة رسالة في خدمة الإنسان والإنسانية، ولا يمكن استغلالها أو تحوير دورها السامي في مناصرة قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفل ومناهضة العنصرية والتمييز الجنسي والفساد على أشكاله وأنواعه.
ختاماً، لا بد من أن استذكر أبرز محطات النضال في مواجهة جرائم العنصرية والتحرش، ومنذ فترة قصيرة قمت بفسخ عقد العمل مع أحد أبرز الموسيقيين في فرقتي بعدما تبين لي أن المذكور يتحرش لفظياً بفتيات يعملن في الفرقة، واستذكر ايضاً الدعوى القضائية التي رفعتها في فرنسا ضد أحد الإعلاميين الكبار بسبب كلام عنصري وجهه بحق ممثل فرنسي من البشرة السوداء.
لذلك لا يمكن لمن ناضل في سبيل المرأة والطفل أن يرتضي على مؤسسة إعلامية هو شريك فيها أن تنشر مقالاً عن شخصية بحقها حكم قضائي يتعلق بالتحرش بالأطفال، مع تأكيدي أنني وشريكي السيد ميشال المر لم نكن على علم بالمقال، وسيصدر عنا تدابير ادارية بحق المسؤولين عن نشر هذا المقال.