البرازيل تتجاوز الأعراف والتقاليد... وتستنجد بأنشيلوتي

دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للبرازيليين. وأيقن المسؤولون عن كرة 'السامبا' أن الزمن تجاوز الإطار التقليدي لأسلوبهم الكروي القائم على المهارة والاستعراض. وحلت محله الواقعية والتكتيك الهادف لقطف الانتصارات والألقاب. وفي حين لم يتخيّل أحد يوماً أن تستعين البرازيل بمدرب أجنبي، صدر القرار عن الاتحاد البرازيلي بالتعاقد مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ليكون أول مدرب أجنبي يقود منتخب البرازيل بعد سنوات طويلة.

وسيكمل أنشيلوتي (64 عاما) العام المتبقي على عقده مع ريال مدريد الإسباني قبل تولي مهمة الإشراف على 'سيليساو' وقيادته في كوبا أميركا المقررة في الولايات المتحدة في حزيران 2024.

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي

وفيما اعتبر البعض تعيين مدرب أجنبي على رأس منتخب البرازيل 'إهانة' للمدرب الوطني، جاءت أول سهام النقد بعد إعلان رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيز تعيينه أنشيلوتي، من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي قال: 'أنا أحب أنشيلوتي، لكنه لم يدرب المنتخب الإيطالي، ولو كان يودّ حل مشكلة البرازيل، فلماذا لم يحل مشكلة منتخب بلاده إيطاليا الذي لم يتأهل لكأس العالم الماضية؟'، وأضاف: 'من السهل تدريب فريق في أوروبا من 11 لاعباً دولياً من منتخبات مختلفة، لكن من الصعب المجيء إلى البرازيل وقيادة نادي كورينثيانس'.

ولم يكن انهيار منتخب البرازيل في كأس العالم في قطر مفاجأة، بل كان نتيجة طبيعية للحالة التي كان عليها 'راقصو السامبا'، من تذبذب في المستوى، وكثرة الإصابات، وسوء الاختيارات، والإدارة المخيبة للآمال من جانب تيتي المدير الفني، في سباق البحث عن الكأس الغائبة، وارتكابه مجموعة من الأخطاء الكبرى، التي لعبت دور البطولة في الخسارة أمام كرواتيا، والخروج من الدور ربع النهائي لكأس العالم في قطر العام الماضي.

ويعتبر أنشيلوتي بين أكثر المدربين نجاحا في القارة الأوروبية التي أحرز لقب مسابقتها الأهم على صعيد الأندية، أي دوري الأبطال، مرتين مع كل من ميلان (2003 و2007) وريال مدريد (2014 و2022)، إضافة إلى العديد من الألقاب المحلية، أبرزها الدوري الإيطالي (2004 مع ميلان) والإنكليزي (2010 مع تشلسي) والإسباني (2022 مع ريال) والفرنسي (2013 مع باريس سان جرمان) والألماني (2017 مع بايرن ميونيخ).

وسيحل أنشيلوتي بدلا من تيتي الذي كان مدرباً للمنتخب في مونديال قطر نهاية العام الماضي قبل أن يرحل بعد خروج 'سيليساو' من ربع النهائي على يد كرواتيا، تاركا المهمة موقتا لرامون مينيزيس.

وأنشيلوتي على الرغم من مسيرته التدريبية الطويلة لم يسبق أن درب منتخبا من قبل.

وخسر منتخب البرازيل بعد كأس العالم أمام منتخب المغرب (1-2) والسنغال (2-4)، وفاز على غينيا (4 – 1)، بقيادة موقتة لرامون مينيزيس، مدرب منتخب الشباب خلفاً للمدرب السابق تيتي.

وسيكون أنشيلوتي أول مدرب أجنبي لمنتخب البرازيل منذ عام 1965، بعد أن قاد المنتخب سابقاً، الأرجنتيني فيليبو نونييز، الذي قاد مباراة واحدة أمام منتخب الأوروغواي عام 1965، وسبقه البرتغالي فلافيو كوستا ما بين 1945 و1950، الذي قاد البرازيل إلى تحقيق لقب بطولة 'كوبا أميركا' عام 1949.

وبالطبع، تعتبر البرازيل أكثر منتخبات كرة القدم فوزاً بكأس العالم على الإطلاق.

وفاز المنتخب بالكأس في السويد عام 1958، وتشيلي عام 1962، والمكسيك عام 1970، والولايات المتحدة الأميركية عام 1994، ثم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.