اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
بين التصريحات المتقلبة والاتهامات المتبادلة، يعود التوتر الأميركي – الصيني إلى الواجهة مجددًا، مع تعثّر تنفيذ اتفاق جنيف بشأن الرسوم الجمركية وصادرات المعادن النادرة.
وبينما يعبّر دونالد ترامب عن تقديره للرئيس الصيني شي جين بينغ، لا يخفي في الوقت نفسه خيبة أمله مما يعتبره 'انتهاكًا صينيًا كاملًا' للاتفاق.
وفي ظلّ مؤشرات إلى تصعيد مرتقب، تتجه الأنظار إلى المكالمة المرتقبة بين الزعيميْن، وسط شكوكٍ متزايدةٍ بشأن فرص إنقاذ الهدنة التجارية الهشّة بين أكبر اقتصاديْن في العالم.
في هذا السياق، أكد الرئيس الأميركي أنه 'من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاقٍ مع نظيره الصيني فيما يتواجه البلدان في حرب تجارية بشأن الرسوم الجمركية'.
وكتب ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشيال': 'أقدر الرئيس شي ولطالما أحببته وسأستمر في ذلك، لكن صعب جدا'.
وكان البيت الأبيض أعلن الاثنين، أنه من المرجح أن يجري ترامب مكالمةً هاتفيةً مع شي جين بينغ خلال هذا الأسبوع، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
ومن المتوقّع أن تتركز المحادثة على الخلاف التجاري المستمر بين البلدين، خصوصًا في ظل التوترات التي تصاعدت مؤخرًا بعدما اتهم ترامب الصين بانتهاك اتفاق سابق يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية وتخفيف الحواجز التجارية بين البلدين.
وصرحت كارولاين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، بأن ترامب سيتحدث مع شي هذا الأسبوع، حيث يسعى الزعيمان إلى تسوية الخلافات حول اتفاقية الرسوم الجمركية المبرمة الشهر الماضي في جنيف، من بين قضايا تجارية أوسع نطاقًا.
وجاءت تصريحات ليفيت بعد أن كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين تواجه خطر الانهيار، في ظلّ تباطؤ الصين في تصدير المعادن النادرة، ما أثار اتهامات أميركية لبكين بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
وبحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فإنّ التوصل إلى الاتفاق في جنيف في شهر مايو/أيار الماضي كان مشروطًا بتنازل من بكين بشأن تصدير المعادن الحيوية. فقد قدم المفاوضون الأميركيون لنائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، طلبًا صريحًا باستئناف صادرات الصين من المعادن النادرة، مقابل التزام أميركي بهدنة جمركية تمتد لـ90 يوماً. ووافق 'هي' على هذا الطلب في الساعات الأخيرة من محادثات ماراثونية جمعته بوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، وفقًا لما ذكرته المصادر ضمن تقرير نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال'.
وبموجب الاتفاق، علّق الطرفان معظم الرسوم الجمركية المفروضة بينهما، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا من المستثمرين العالميين والشركات.
إلا أن بكين، ومنذ اتفاق جنيف، تواصل التباطؤ في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة وعناصر أخرى تدخل في صناعة السيارات والرقائق الإلكترونية وغيرها من المنتجات الحيوية.
وقبل أيام، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى جانب ممثله التجاري، الصين علنًا بعدم الوفاء بالتزاماتها. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشيال': 'الصين، وربما ليس من المستغرب للبعض، انتهكت الاتفاق بالكامل معنا'. وأعقب ذلك تصريح للممثل التجاري غرير قال فيه إن الصين 'تتلكأ' في تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى المعادن النادرة كمصدرٍ للخلاف.
من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال لقائه الأول مع السفير الأميركي الجديد في بكين، ديفيد بيرديو، امس الثلاثاء، إنّ سلسلة الإجراءات 'السلبية' الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب 'تستند إلى ذرائع لا أساس لها'، مشيرًا إلى أنها تقوّض الحقوق والمصالح المشروعة للصين، وفقًا لما جاء في البيان الرسمي الصيني.
وفي البيان الرسمي، أفادت السلطات الصينية بأن السفير الأميركي ديفيد بيرديو نقل أن الرئيس دونالد ترامب 'يكن احترامًا كبيرًا' للرئيس الصيني شي جين بينغ، ودعا الولايات المتحدة إلى 'الالتقاء مع الصين في منتصف الطريق والعمل معًا من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح'.
وقال نيو وانغ، كبير الاقتصاديين والمحللين الاستراتيجيين لشؤون الصين في مؤسسة 'Evercore ISI'، إن هذا الموقف يعكس على ما يبدو محاولة من بكين لإعطاء الانطباع بأن ترامب هو من يسعى للحوار. وأضاف: 'قيام بكين بالإعلان عن ذلك علنًا يشير إلى أن الاتصال الهاتفي بات قريبًا'.
وأوضح وانغ أن اللقاء الذي جمع بين بيرديو وأرفع دبلوماسي صيني كان مخططًا له ليُسهم في بناء الثقة اللازمة لدى بكين 'حتى لا يتعرض شي للإحراج من ترامب بعد الاتصال، سواء بالكلام أو بالفعل'.
وكانت آخر مكالمة جرت بين ترامب وشي في شهر كانون الثاني، قبيل تنصيب الرئيس الأميركي لولايته الثانية.
وعلى الرغم من أن ترامب أعرب خلال الأسابيع الماضية عن رغبته في التحدث مع نظيره الصيني، فإن محللين يرون أن بكين لن توافق على إجراء المكالمة ما لم تتأكد من أن واشنطن لن تقدم على مفاجآت خلال المحادثة.