اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
في الذكرى السنوية لأحداث 7 أيار 2008، لم يكن هذا اليوم بمثابة محطة مجيدة لـ'حزب الله'، بل تزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، تمثل في أربع عشرة غارة جوية متتالية استهدفت مدينة النبطية، نُفذت على دفعتين وشكّلت طوقًا ناريًا حول المدينة. وأعلنت إسرائيل عقب الغارات عن تدمير ما وصفته بأنفاق استراتيجية تابعة للحزب، في خطوة جاءت متسقة مع تصريحات واضحة لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي لوّح بإمكانية توسيع دائرة المواجهة لتطال طهران نفسها، مؤكدًا أن زمن الحروب بالوكالة قد انتهى، وأن إسرائيل تتجه نحو مواجهة مباشرة مع 'رأس المحور'، وليس أذرعه فقط.
مراقبون رجحوا أن الغارات استهدفت مواقع كان الحزب قد كشف عنها في فيلم وثائقي بعنوان 'جبالنا خزائننا'، نُشر في عام 2024، يتضمن عرضًا لشبكة أنفاق بُنيت في مناطق وعرة وتضاريس صعبة يصعب رصدها. إلا أن نوعية الذخائر المستخدمة في الغارات، وتحديدًا القنابل الخارقة للتحصينات، أثارت الانتباه، وسط تكهنات بأنها من نفس النوع الذي استُخدم في عملية اغتيال حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
ووفق رأي أحد الخبراء العسكريين، فإن إسرائيل تتحرك بسرعة في ظل مؤشرات تراها مقلقة، لاسيما مع الحديث عن تقارب إيراني - أميركي قد يُترجم بتفاهمات حول الملف النووي، وهو ما تعتبره تهديدًا لمصالحها.
وبناءً عليه، يبدو أن تل أبيب تسعى إلى فرض وقائع ميدانية مسبقة، من خلال الضغط العسكري المباشر في جنوب لبنان، الذي بات يُستخدم كميدان لاختبار رسائل ردعية إقليمية، إلى جانب محاولة تسريع تنفيذ القرار الدولي 1701 والدفع باتجاه نزع سلاح الحزب دون اللجوء إلى أي تفاهمات أو تسويات.
هذا التصعيد، وضع الحزب في موقع أكثر هشاشة مما اعتاد عليه، في وقت تشير فيه تحليلات إلى أن طهران قد تكون مستعدة للمساومة على بعض أوراقها الإقليمية في إطار تسويات دولية أوسع.
ووفقاً للخبير نفسه، فإن الحزب، الذي طالما ارتبط عقائديًا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، يبدو اليوم خارج دائرة التفاهمات الكبرى، مع تزايد المؤشرات على أن أي صفقة محتملة بين طهران وواشنطن سوف تكون على حسابه.
ويتوقع في ختام حديثه مع kataeb.org أن تستمر إسرائيل في تصعيدها العسكري في المرحلة المقبلة، لا سيما مع تواتر التسريبات حول تقدم في مسار المفاوضات النووية، وظهور إشارات إيجابية تتعلق بتهدئة في البحر الأحمر، فضلًا عن تجدد الوساطات الخليجية التي تسعى إلى إعادة إحياء الحوار غير المباشر بين الجانبين.