اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
كشف تقرير ديبلوماسي الأجواء المحيطة بالمفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهوية الإسلامية في إيران حول الملف النووي برعاية سلطنة عمان ووساطتها. وفي التقرير الذي استقى معلوماته من ديبلوماسيِّين إيرانيِّين على اطلاع على الملف، ومتابعين آخرين له، أنّ المفاوضات «ماشية» وفُرَص الوصول إلى إتفاق «عالية»، على قاعدة أنّ المطالب الأميركية لا تزال حتى الآن تحت السقف المقبول، طالما لا تتبنّى حتى الآن شروطاً تعجيزية.
ويقول التقرير: «الظاهر حتى الساعة أنّ واشنطن لم تتبنَّ التخصيب الصفري»، وهو موضوع حساس وجوهره غير قابل للتفاوض في شأنه مع الإيراني، وأنّ أي اتفاق سيحصل سيكون قريباً ومشابهاً لاتفاق العام 2015، من حيث المفاصل العريضة. وهذا كافٍ لإدارة الرئيس دونالد ترامب، ولا مشكلة للايرانيِّين فيه، مع توقّع معالجة بعض الثغرات التي هي في حاجة إلى إيضاح. أي أنّ ما يعمل عليه هو اتفاق معدّل تحت سقف اتفاق العام 2015، يطال عددا من النقاط التي تتعلق بآلية التنفيذ. وتزامن الحديث عن فرص عالية بالوصول إلى اتفاق مع مشهدَين:
- المشهد الأول: الحركة الديبلوماسية الواسعة والكثيفة التي يضطلع بها وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران عباس عراقجي من خلال المشاورات التي يُجريها مع الصين، روسيا، السعودية، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا. والأخيرة هي الدولة الزائد واحد على الدول الخمس المعنية في اتفاق 2015 النووي، أمّا الحرص على التواصل مع الجانب الأوروبي فيعود إلى رغبة إيران في عدم إشعاره بالتهميش والاستغناء عن دوره، في حين أنّ التواصل مع المملكة، يتصل بترجمة ما وصلت إليه العلاقة من تقدّم بين طهران والرياض.
- المشهد الثاني: الدور الإسرائيلي. فعندما تحدثت وسائل إلاعلام العالمية، والاسرائيلية عن مراقبين واكبوا الجولة الثانية من المفاوضات الأميركية- الإيرانية أنّ فُرَص الاتفاق بين الجانبَين عالية، علّق بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها استغرقت 45 دقيقة بمرارة وتحدٍّ، بما يشي أنّ الوضع يائس بالنسبة إليه وأنّ الاتفاق حاصل، لكنّه استنتج أنّ الإدارة الأميركية لن تتمكن من ابرام إتفاق افضل من إتفاق العام 2015 وليس إتفاق العام 2025.
معتبراً أنّ المفاوضات النووية الجارية حالياً غير مرضية. وما يُريده من مطالب أكثر ممّا يعمل الطرفان المعنيان على تحقيقه، لذلك فهو يدفع في اتجاه الحرب. والحرب التي يسعى إليها نتنياهو هي حرب إقليمية ودولية، وهو منذ حرب «طوفان الأقصى» قرّر أنّ ما يلائمه هو توسيع رقعة الحرب وتوريط الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، ولذلك فهو يسعى إلى تغيير المفاوضات عبر طريقَين:
أ- الدفع نحو صدام مباشر بين واشنطن وطهران.
ب- القيام بعمل أمني يطاول أحد المرافق أو المصالح الأميركية، واتهام إيران أو حلفائها أو الاثنَين معاً بالوقوف ورائه.
وإنّ ما يهمّ تل أبيب هو شيء آخر مختلف عمّا يجري بحثه راهناً في سلطنة عمان. إنّها تريد الآتي:
- إنهاء البرنامج النووي.
- إنهاء منظومة السلاح الباليستي الإيراني وتدميره.
- ضرب ما يُطلَق عليه «أذرع» طهران في المنطقة.
والسؤال المطروح: هل تبقى المفاوضات سائرة في الطريق السليم، وتقترب من خواتيمها الإيجابية؟ أم أنّ فخاخ إسرائيل الكامنة ستقوى على كل ما أُنجِز وتطيحه، معيدةً الأمور إلى نقطة البداية؟