اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وممثّلًا له، ترأس المطران الياس نصار احتفال تكريس ومباركة تمثال القديس شربل عند مدخل بلدة بقاعكفرا، والذي قدّمه المغترب اللبناني المهندس ريكاردو القناتي، وقام بنحته الفنان إميل عياش، مستندًا إلى أول صورة لظهور القديس شربل بعد وفاته مع الرهبان.
على وقع موسيقى أخوية مار شربل والتهليل، أزيحت الستارة عن التمثال، وتلا المطران نصار والكهنة صلاة تبريك المياه قبل أن يبارك بها التمثال والحاضرين.
وترأس المطران نصار الذبيحة الإلهية في كنيسة السيدة في بقاعكفرا، بمناسبة افتتاح أسبوع مار شربل السنوي، وعاونه المونسينيور إيلي زوين والخوري ميلاد مخلوف، بمشاركة رئيس جمعية سعادة السماء الأب مجدي العلاوي، وحضور عدد من أبناء الرعية. وقد خدمت القداس السيدة غادة القناتي وشقيقتاها جومانا وهدى.
وفي مستهل القداس، شكر كاهن رعية بقاعكفرا الخوري ميلاد مخلوف البطريرك الراعي، ممثَّلًا بالمطران نصار، على رعايته تكريس التمثال عند مدخل البلدة، كما شكر المهندس ريكاردو القناتي على مبادرته الخيّرة، متمنيًا له ولعائلته البركة من الله.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى المطران الياس نصار، عظةً أكد فيها فخره بالمشاركة في افتتاح تساعية القديس شربل، ابن بقاعكفرا 'قديس لبنان، لا بل قديس الكنيسة الجامعة'، كما قال. وأشار إلى أن التمثال الجديد الذي تم تكريسه هو ثمرة مبادرة من المهندس القناتي ونُحت بأنامل الفنان إميل عياش، مقدّمًا لهما الشكر مع كاهن الرعية وأبناء البلدة.
ولفت المطران نصار إلى أن القديس شربل هو 'طبيب الأجساد والنفوس والأرواح'، وقد عطّرت رائحة قداسته الكنيسة في لبنان والعالم، إذ شعّ نوره في القارات الخمس وفي بيوت متعددة الانتماءات الدينية والطائفية. وأضاف أن شربل اختار محبة الله منذ صغره وسار على خطى المسيح والقديسين، فكان واسطة لبركاتٍ لا تُعدّ ولا تُحصى.
وشدّد على أن شربل بلغ القداسة لأنه نشأ في عائلة مؤمنة زرعت فيه محبة الله والكنيسة، فرفض التعلّق بمغريات الدنيا، وانخرط في الحياة الرهبانية، مكرّسًا نفسه للصلاة والعبادة ومحبة الإخوة.
وتابع: 'قداسته لم تكن نتيجة أعمال باهرة أو نشاطات خارقة، بل ثمرة بساطة عيش وفق تعليم الرب والكنيسة'، داعيًا إلى الاقتداء بشربل في عيش القداسة المتاحة للجميع، بدءًا من معرفة الله وعبادته، وممارسة الصلاة والأسرار، ووصولًا إلى محبة القريب وبناء المجتمع على أسس الخير والعدالة والفرح.
وفي الشق الوطني، قال المطران نصار: 'ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها وطننا لبنان وسائر الشرق إلى أن نعيش القداسة في عمقها، ونكون رسل سلام ورجاء وشهودًا حقيقيين للمسيح'. وشدّد على أن لبنان 'كان وسيبقى وطن القديسين والقديسات'، وكذلك أوطان الشرق المجاورة التي منها انطلقت البشارة إلى العالم.
وختم بالصلاة إلى الله بشفاعة مار شربل لحفظ الأوطان والعائلات، وجعل المؤمنين نورًا مشعًّا لقيامة المسيح وسط ظلمات هذا العالم.
وفي ختام القداس، ألقى المهندس ريكاردو القناتي، المتبرّع بتمثال القديس شربل، كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على رعايته لهذا الحدث، والمطران نصار على تمثيله، كما شكر عائلة أنطون التي حافظت على الموقع حيث وُضع التمثال. ودعا إلى نقل اقتراحه لغبطته بإنشاء لجنة من الأساقفة والكهنة والعلمانيين لتحديد التماثيل المناسبة للسيدة العذراء والقديس شربل وسائر القديسين، مشيرًا إلى أن التمثال الجديد مستند إلى صورة حقيقية للقديس بعد وفاته مع الرهبان. كما قدّم شهادة شخصية عن علاقته الروحية مع مار شربل التي بدأت منذ ولادته.
وضمن الأمسية الاحتفالية، قدّمت المرنّمة ليال نعمة رسيتالًا من الترانيم والصلوات المخصّصة للقديس شربل، منها: 'آبون دبشمايو'، 'إيماني ساطع'، 'اعطني الكلام'، 'شلومليخ مريم'، 'عنايا عنايا'، 'شوحا دمريم'، و'كيف لي أن أشفى'، وغيرها، تخللتها لحظات تأمل وصلوات.
وفي ختام البرنامج، وخلال غداء تكريمي أقامه المهندس القناتي على شرف المشاركين، ألقى رئيس جمعية 'لابورا' الأب طوني خضرا كلمة شكر فيها المهندس القناتي وعائلته، ورحب بالحضور ومديرية العلاقات العامة في لابورا، ممثلة بالسيدة كاتيا حبشي، وهنّأ الزميلة الإعلامية ماغي مخلوف على انتخابها رئيسة للاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة.
وأكد الأب خضرا أن لا خوف على لبنان، 'فنحن أبناء الرجاء، وجذورنا ثابتة في هذه الأرض'، مشددًا على أن القوة ليست في العدد بل في النوعية. وأوضح أن جمعية 'لابورا' تعمل من أجل تمكين المسيحيين في الدولة، 'ليستمر لبنان على تنوّعه، لا على منطق الهيمنة الذي يسعى إليه البعض'.
وتتواصل احتفالات أسبوع مار شربل في بقاعكفرا، وتشمل قداديس، مسيرات، سهرات ترنيمية، عشاء وعرسًا قرويًا، بالإضافة إلى مهرجانات فنية متنوّعة.