اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
كشفت الرسائل الإسرائيلية الموجهة بنيران الطائرات من حربية ومسيرات «درونز»، عن ان الدولة العبرية ماضية في تثبيت المنطقة العازلة التي فرضتها داخل الأراضي اللبنانية، وغير مستعدة لإحداث تغيير على الأرض، قبل مفاوضات مع الدولة اللبنانية، تريدها إسرائيل على طريقتها ووفقا لمفهومها، بعد رفضها الأولي لعرض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالتفاوض غير المباشر.
في المقابل، يتمسك لبنان بعرضه الخاص بالتفاوض، الذي قدمه رئيس الجمهورية وحظي بإجماع من الأطراف المعنية في الداخل. وكرر لبنان الرسمي ان التفاوض غير المباشر أمر طبيعي بين عدوين يحتاجان إلى وسيط بينهما، تمهيدا للبحث والوصول إلى تفاهمات. ومن الجانب الإسرائيلي إصرار واضح على عدم السماح لسكان القرى الحدودية المدمرة بالعودة، وتاليا منع مقومات الحياة في تلك القرى، وربط ملفها بنتائج قد تتعدى المفاوضات بين إسرائيل ولبنان والتي ستتم عاجلا أو آجلا، بأمور خاصة بمنطقة الشرق الأوسط ككل.
وتقوم الآلة العسكرية الإسرائيلية وعلى مدار ساعات النهار كاملة، باستهداف أشخاص ومواقع وآليات خاصة بأعمل الحفر والبناء، وتضعها في خانة خرق «حزب الله» للاتفاق الموقع مع الحكومة اللبنانية في 27 نوفمبر 2024، والذي التزم به الجانب اللبناني كاملا. وفي معلومات خاصة بـ«الأنباء» ان الجانب اللبناني الرسمي يتمسك بما حدده من أطر للتفاوض، على رغم ما ينقل إليه من تهديدات إسرائيلية. ويرد على من ينقلون تلك التهديدات بأن لبنان خبر مراحل صعبة ومصيرية في تاريخه الحديث، وكتب له باستمرار تأكيد هويته وثوابته وضمان وحدته. وهو يدرك جيدا عدوانية إسرائيل، وقد دفع ثمنها دمارا وخرابا كبيرين على مدى عقود. ولا سبيل أمامه الا العمل بما يضمن الحفاظ على الوطن بتركيبته المنوعة في هذه البقعة من الشرق الأوسط.
وبين التهديدات الإسرائيلية وثبات الموقف الرسمي اللبناني، تتصاعد حالة القلق لدى اللبنانيين عموما، وخصوصا سكان الجنوب والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مع ارتفاع وتيرة الكلام عن اتخاذ بعضهم إجراءات احترازية لتبديل مكان السكن في حال تدحرج الأمور إلى مرحلة صعبة.
توازيا، استبعد مصدر سياسي مطلع لـ«الأنباء» أي توسيع للحرب، على اعتبار ان الاهتمام الدولي ينصب الآن على انجاز صفقة غزة، والتي يتركز العمل بشأنها على الإطارين المدني والسياسي اللذين سيطبعان المرحلة الجديدة فيها، بعد طي صفحة سيطرة حركة «حماس» على القطاع.
وأضاف المصدر: «لبنان من دون شك هو الهدف التالي بعد غزة، ولكن ليس بالضرورة حربا، بل بالضغوط السياسية والاقليمية مع ـ عدم استبعاد الحرب بشكل نهائي ـ خصوصا ان تراجع «حزب الله» عما أعلنه بعد وقف اطلاق النار من تجاوب في موضوع السلاح، قد بدأ بشكل تدريجي وصولا إلى الرفض الكلي بعد حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وايران، حيث أخذ منحى آخر إلى حد رفض أي بحث في موضوع السلاح واعتباره خارج النقاش، وبالتالي فإن معالجة هذا الملف في جانبه الأكبر يكون في إطار البحث والاتصالات الإقليمية، أكثر منها في الميدان الداخلي اللبناني سواء سياسيا أو أمنيا.
وفي هذا الوقت، تصل الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس إلى لبنان اليوم قادمة من إسرائيل لتشارك في اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار (الميكانيزم) بعد غد الأربعاء. والسؤال المطروح: هل ستخرق الموفدة الأميركية جمود الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين، وتحمل رسائل إيجابية من إدارتها يبنى عليها؟ وكانت المواقف الأميركية وما حملته من تحذيرات وتأويلات، خلقت حالة من القلق من دون أي معطى أو إجابات واضحة حول مسار الأمور. وفي الوقت عينه ينتظر الدور الذي سيقوم به الرئيس الجديد للجنة الجنرال الاميركي جوزف كليرفيلد، الذي توقعت مصادر عدة ان يحدث تغييرا ما في آلية عمل هذه اللجنة.
رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ«حزب الله» النائب محمد رعد قال في احتفال أقيم في مدينة النبطية ان مفتاح أمن واستقرار لبنان ليس في تلبية شروط العدو، بل في إجباره على تنفيذ التزاماته والوقف الفعلي لاعتدائه، مشيرا إلى «ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة أطماع إسرائيل والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية».
على صعيد آخر، يعقد المجلس النيابي غدا الثلاثاء جلسة عامة لاستكمال جدول الأعمال الذي توقف في جلسة 30 سبتمبر و1 أكتوبر، نتيجة مقاطعة المعارضة للجلسة احتجاجا على عدم إدراج تعديل قانون الانتخاب على جدول الاعمال. وتردد ان المقاطعة مرشحة للتكرار بعد اجتماع نيابي وشيك يعقد في الساعات القليلة المقبلة.











































































