اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٥
تشهد الساحة الصحية في لبنان تغيرات ملحوظة في الوضع الوبائي، فعلى عكس السنوات السابقة، لم تعانِ من تفشي وباء كورونا أو أي أمراض فيروسية أخرى بصورة مقلقة في العام 2024. ومع بداية فصل الخريف، تتزايد المخاوف عادةً من انتشار الفيروسات الموسمية، بما في ذلك الانفلونزا وكورونا، إلا أن الأرقام تشير إلى استقرار ملحوظ في عدد الاصابات والوفيات، ويعود ذلك جزئياً إلى تراجع عدد الفحوص وتقلص برامج التطعيم، ما يجعل الوضع الوبائي في لبنان مختلفاً بصورة كبيرة عن الأعوام الماضية.
حسب منظمة الصحة العالمية، سُجلت نحو 777 مليون إصابة بكورونا وأكثر من 7 ملايين حالة وفاة رسمياً منذ ظهور الاصابات الأولى في كانون الأول 2019. ويُعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى من ذلك بكثير، ومن تشرين الأول إلى تشرين الثاني 2024، سُجلت أكثر من 3000 حالة وفاة بسبب كورونا في 27 دولة.
تضع منظمة الصحة العالمية المتحورة XECسارس-كوف-2 وهي جزء من سلالات أوميكرون، تحت المراقبة، نظراً الى زيادة انتشارها، لكنها لا تزال غير مصنّفة خطرة على المستوى العالمي. فيما لم يستبعد بعض الخبراء أن تكون السلالات المستقبلية أكثر قابلية للانتقال أو للتسبب في الوفاة.
وفي 2024 كان معدل تناول الجرعات المعززة أقل من واحد في المئة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وفي الشهر الماضي نحو 6% من المصابين بفيروس كورونا أصيبوا بكوفيد طويل الأمد.
وبالنسبة الى الوضع الوبائي في لبنان، أشار رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير” إلى “أنّنا لم نشهد في العام 2024 وحتى الآن وضعاً وبائياً في لبنان أو حتى في كل دول العالم. بالطبع هناك فيروسات كثيرة عادة تبدأ مع بداية فصل الخريف مثل الانفلونزا الموسمية ومن ضمنها يمكن أن تكون كورونا، لكن الناس لم تعد تقوم بالفحوص حتى تتمكن من التفريق بين كورونا والرشح لأنّهما يمتلكان العوارض نفسها تقريباً”.
وأوضح أنّ “لا حالة وباء في العام 2024، كما أنّنا لم نشهد اصابات مرتفعة سواء بالانفلونزا أو بفيروس كورونا ولم تكن هناك حالات اضطرت الى الدخول للمستشفى. وضع الانفلونزا الموسمية والأنواع الأخرى من الفيروسات كانت عادية هذه السنة ولم يكن هناك ازدياد في الأمراض التي تسببها الفيروسات”.
وعن نسبة التطعيم، قال عراجي: “مرّت أكثر من سنة والناس لم تعد تتلقى اللقاح ضد فيروس كورونا، كما أنّ مراكز التطعيم جميعها أقفلت ولم يعد هناك تطعيم بصورة كبيرة والكميات التي أُخذت من اللقاحات قليلة جداً. لذلك فإنّ نسبة التطعيم عام 2024 لم تكن شيئاً يُذكر ولا احصائيات لها. وكذلك لا احصائيات للوفيات في 2024 وليست هناك نسبة تُذكر في عددها جراء فيروس كورونا”.
أمّا عن تأهب لبنان للأوبئة، فأكد أن “لبنان بعد فيروس كورونا بدأ بأخذ احتياطاته ووضعت بروتوكولات للتصدي لهذا الفيروس، كما أنّ هذه البروتوكولات الموضوعة هي لأي فيروس يمكن أن يظهر. الآن يجري الحديث عن فيروس الميتانيمو البشريHMPV المنتشر في الصين وتبين أنّ لا اصابات خطرة بسببه ولم تسجل حالات وفيات مرتفعة، كما أنّهم اتخذوا الاحتياطات والاجراءات اللازمة وتعاملوا مع الفيروس كرشح، ولكن تم حجر كبار السن ومن لديهم نقص في المناعة. وفي لبنان لم تسجل أي اصابة بهذا الفيروس، وحتى الآن لم تعلن منظمة الصحة العالمية عنه كوباء”.