اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
أعتذر عن عدم تكرار مفردات الإدانة بهذه العبارة لخّص الرئيس جوزاف عون ما يعتبره كثيرون المعضلة المزمنة في القمم العربية، وهي الإكثار من بيانات الشجب مقابل غياب الخطوات العملية.
فبعد أسبوع على الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة، التأم القادة العرب في العاصمة القطرية في قمة طارئة خلصت إلى إدانة الاعتداءات والتأكيد على التضامن مع قطر. غير أنّ البيان الختامي أعاد إلى الواجهة السؤال الدائم: هل شكّلت القمة تكراراً لمشهد القمم السابقة وبيانات الإدانة التقليدية، أم أنّها حملت مؤشرات لتحوّل سياسي جديد في المواقف العربية تجاه إسرائيل؟البيان، الذي لم يخرج عن سقف التوقعات، عكس حرص المجتمعين على إظهار موقف جماعي واسع ضد الاعتداءات الإسرائيلية، لكنه اكتفى بخطوات رمزية، تاركاً الباب مفتوحاً أمام احتمالات التصعيد في حال تكررت الاعتداءات مستقبلاً.في هذا السياق، رأى أستاذ العلوم السياسيّة العميد الركن الدكتور حسن جوني، في حديث خاص لموقع mtv، أنّ البيان الختامي للقمة العربية – الإسلامية في الدوحة جاء ضمن التوقعات، من دون سقفٍ عالٍ في المواجهة مع إسرائيل. وأوضح أنّ مجرّد نجاح هذا الحشد الديبلوماسي وما رافقه من توافق واسع على إدانة إسرائيل واتهامها بالاعتداءات يُعدّ إنجازاً رمزياً لكن واسعاً، ويمهّد لاحتمال تصاعد الخطوات في المستقبل.وأضاف جوني أنّه كان من الممكن أن تكون الإجراءات أكثر قسوة، عبر إعادة النظر بالعلاقات العربية – الإسرائيلية، ولا سيما بالنسبة إلى دول الخليج التي ترتبط بمعاهدة الدفاع المشترك مع قطر. وذكّر بأنّ الاعتداء على قطر يُعتبر بمثابة اعتداء على أي دولة خليجية أخرى، ما يتيح اتخاذ خطوات ديبلوماسية قاسية تصل إلى حدّ سحب السفراء أو قطع العلاقات. لكنّه شدّد على أنّ القمة اختارت الردود المعقولة والمحدودة، بما قد يساعد في تجنّب تكرار الاعتداء، مع وعود أميركيّة بعدم حصوله مجدّداً.وخلص جوني إلى أنّ القمة شكّلت مشهداً مختلفاً عن السياقات السابقة، إذ أظهرت إجماعاً عربيّاً مناهضاً لإسرائيل بمشاركة إيران، في تحوّلٍ سياسيٍّ لافت. وأشار إلى أنّ الصحافة العبريّة نفسها انتقدت هذا التطور، معتبرةً أنّ ضربة نتنياهو لقطر أدّت إلى توحيد العرب وإيران ضدّ إسرائيل، في حين كان الهدف الإسرائيلي أن يكون الإجماع موجّهاً ضدّ إيران.
في المحصّلة، قد تكون قمّة الدوحة إمّا مجرد صدى لشجب متكرّر، وإمّا تتحوّل إلى بداية مسارٍ مختلف، يكتب تاريخاً يتجاوز الكلمات.