اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
خاص الهديل..
الطعن في الكبار لا يزيدهم إلا رفعة، والحملات المغرضة لا تنال من أصحاب السيرة البيضاء. سماحة مفتي البقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، الرجل الذي عُرف بصفائه وورعه واعتداله، لم يفعل أكثر من أن يشارك ابنه فرحة العمر، كما يفعل أي أب كريم. ومع ذلك، تحوّل المشهد إلى مادّة لتشويه السمعة وتصفية الحسابات الرخيصة، في محاولة يائسة لضرب مقام ديني شامخ يزداد احتراماً ومحبة في قلوب الناس كلّ يوم.
المفتي الغزاوي، صاحب السيرة الحسنة، وجد نفسه فجأة في دائرة جدل بعد انتشار مقاطع مصوّرة من حفل زفاف نجله، ظهر فيها محمولاً على الأكتاف وهو يشارك ابنه بزفّة تقليدية يحمل خلالها البارودة والسيف، بناءً على إصرار الشباب؛ فما حصل لم يكن خرقاً ولا تجاوزاً، بل فرحا أبوياً صادقاً، أراد البعض تحويله إلى تهمة، مع أن الحقيقة أوسع من أن تُختصر في مقطع (فيديو).
لكن بعض الأصوات المأزومة استغلت المشهد لتفتح باب الانتقادات، وراحت تطرح تساؤلات جوفاء: كيف يشارك مفتي في زفّة؟ وتجاوزت بعض المنابر حدود النقد لتصل إلى حملات تشهير، مدفوعة بأهداف لا علاقة لها بالدين أو الأخلاق. واللافت أن كثيراً من هذه المنابر معروفة بابتزازها المالي وتوظيف أقلامها في معارك مشبوهة، فيما تبرّع آخرون بالتنظير رغم أنهم آخر من يحق لهم الكلام عن الورع والتقوى.
وهنا لا بد من الرد على تلك الأصوات التي غالت وتجنت إلى حدّ المطالبة باستقالة المفتي أو خلع عمامته. فالمشهد الذي صُوّر على أنه 'فضيحة' لم يكن أكثر من أب يشارك ابنه فرحة العمر بزفّة تقليدية، خالية من أي اختلاط أو تجاوز. سماحة المفتي، الذي عُرف بالورع والاعتدال، لم يسقط يوماً ليُحاسب على رقصة أو بارودة تراثية، بل رفع مقام دار الفتوى بسيرته الناصعة وخدمته للناس.
ولكن لنختصرها أكثر ولنوضح للقاصي والداني؛ بأن استهداف المفتي الغزاوي لم يكن بسبب مشاركته في فرح ابنه، بل لأنه يشكّل اليوم رمزاً جامعاً لأهل البقاع، وأميناً على نهج دار الفتوى وإرث العلامة الراحل الشيخ خليل الميس. أما دعوات الإقالة والاستقالة، فهي لا تكشف إلا عن حقد قائليها، لأن مكانة الغزاوي في القلوب أكبر من أن تهزّها الشائعات، ودار الفتوى ستبقى حصناً جامعاً لا تهزه سهام مأجورة ولا أصوات مأزومة.
(ولا يحيق المكر السيّئ إلا بأهله).