اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٥ أب ٢٠٢٥
عرض رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس مع الرئيس فؤاد السنيورة لمجمل التطورات السياسية.
بعد اللقاء قال الرئيس السنيورة: «لقد كانت فرصة طيبة جداً أن ألتقي مع الرئيس نواف سلام للتباحث في كل الأمور التي تجري في لبنان والمنطقة، ومما لا شك فيه أن لبنان ما زال يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية التي تقوم بها يومياً إسرائيل، والتي تؤدي إلى التدمير والتخريب والاغتيال والقتل، وهي في ذات الوقت لا زالت تمارس أعمال القتل والتجويع والحصار على غزة وعلى الضفة الغربية. وهذا الإجرام المتمادي الذي تقوم به إسرائيل يتعدّى ما يجري في لبنان والضفة الغربية وغزة ليشمل أيضاً سوريا، وهذا الأمر ينبغي أن تتضافر كل الجهود من أجل وقف هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل، مستنكرا تجول بعض العسكريين الإسرائيليين، ولا سيما رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.
ومن جهة ثانية، لفت الانتباه زيارة الموفد الإيراني إلى لبنان علي لاريجاني، الذي نريد من إيران أن تكون فعلياً صديقاً للبنان، وأن تحترم لبنان وسيادته، وأن لا تتدخّل في شؤونه الداخلية. وبينما يجري تحميل لبنان استمرار إيران في تحميله ما لا يستطيع أن يتحمّله، ولذلك ما نتمنى على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تسعى كل جهدها لأجل تحييد لبنان عما تحاول أن تلزم به لبنان من أمور لا يستطيع أن يتحمّلها».
وإذ اشاد بالموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية، فانه أعلن دعمه وتأييده الرئيس نواف سلام في هذه المواقف التي اتخذها بشأن التأكيد على حصرية السلاح والتقدّم باتجاه عودة الدولة لكي تصبح صاحبة القرار.
وقال: ما نريده في هذه الاونة هو أمران أساسيان بنظري يجب التأكيد عليهما، وهما الحكمة في التصرف والحزم في المواقف. الحكمة في التصرف من أجل أن ينضوي الجميع في لبنان تحت لواء الدولة، لأن هذا الأمر فيه مصلحة لجميع الأطراف، ولا سيما للبيئة التي ينتمي إليها «حزب الله»، لأننا نعتقد أن هذا العمل من الضروري أن ييسّر «لحزب الله» العودة إلى كنف الدولة، ولا سيما أن له مصلحة في ذلك. وأنا أؤكد على هذا الأمر، بأنه على الأقل هناك ثلاث أمور أساسية لا يمكن أن تتحقق للبنان وللبنانيين إذا لم تستعد الدولة سلطتها الكاملة على مرافقها وأمورها.
بداية ان هذه الطريق التي تمكّن لبنان من الحصول على الدعم للقوى العسكرية وللجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي من أجل تمكين لبنان من حماية نفسه وردع إسرائيل، وبالتالي هذا هو الطريق الحقيقي الذي ينبغي أن يتم. لا بد لي هنا من أن أذكر بأن لبنان كانت لديه فرصة حصل فيها على هبة من المملكة العربية السعودية، لكن جرى تضييع تلك الفرصة خلال الفترة الماضية، وبالتالي يجب ألّا نضيع هذه الفرصة التي يمكن أن تتاح لنا.
الأمر الثاني، أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن من خلالها لبنان من الحصول على الدعم الذي يمكّنه من مباشرة عمليات إعادة الإعمار في المناطق التي تعرّضت اللهدم والتدمير من قبل إسرائيل، ونعلم أن المستفيد الأول من هذه العملية هي أيضا بيئة «حزب الله».
أما الأمر الثالث، فكلنا نعلم أن لبنان ما زال يعاني من آثار الانهيار المالي والاقتصادي الذي حصل على مدى هذه السنوات الماضية. وكلنا نعلم أن الجزء الأكبر من هذه الأموال هي أموال اقترضتها الدولة اللبنانية من المصارف وجرى انفاقها على مصاريف الدولة. وبالتالي، ليس هناك من إمكانية لاستعادة المودعين للقسم الأكبر من ودائعهم ما لم تستعيد الدولة اللبنانية واقتصادها نموّه وحيويته، مما يمكّن المودعين من الحصول على قسم وافر من ودائعهم. كل هذه الأمور نرى أن للبنان مصلحة، وللبنانيين مصلحة، ولبيئة «حزب الله «مصلحة، في أن يصار إلى التقدم فعلياً على مسار أن ينضوي الجميع تحت لواء الدولة، وأن يتمكن لبنان من أن يستعيد قدرات دولته، لتتمكن الدولة من بسط سلطتها ونفوذها.
كما استقبل سلام وفدا من مجلس العمل اللبناني في أبو ظبي برئاسة سفيان صالح الذي قال بعد اللقاء: «نعلن استعدادنا لدعم الدولة بالكامل ودولة الرئيس سلام، عبر وضع إمكاناتنا وتشجيع الحكومة الذكية والرقمية والهوية الرقمية، بهدف نقل الخبرات والحداثة الموجودة في الإمارات إلى لبنان وتطبيقها بنفس الاتجاه، بما يسهم في تعزيز خطط التنمية ودعم المشاريع الوطنية».
والتقى الرئيس سلام الوزير السابق أحمد فتفت وأحمد علم الدين الذي أوضح انه طلب من رئيس الحكومة رعايته لافتتاح مشروع « الميرا دور ٢» الذي يُشاد في جبل تربل في الشمال، وهو مشروع سكّني وإنمائي وسياحي وتجاري وزراعي كبير ويُعدّ ثاني أكبر مشروع في لبنان، ومن شأنه خلق فرص عمل لأكثر من ٣٠٠٠ شخص.
كذلك استقبل رئيس الحكومة وفدا من لجنة متابعة قضية العقيد عميد حمود الموقوف بقضية مركز السلام الطبي.
وأوضح أمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي: «ان الوفد اثار موضوع توقيف العقيد حمود والإسراع في إنهاء ملفه، بعد أن تم فتح ملفات غير طبية له ومنها أحداث التبانة وجبل محسن والتي جرت في العام ٢٠٠٩ ونحن نعتبر ان ملفه أصبح كيديا، وتحوّل الى المحكمة العسكرية كونه عقيد بالجيش بتهمة وجود أسلحة في منزله».
واستقبل الرئيس سلام مدير مكتب «المنظمة الدولية اللهجرة» في لبنان ماتيو لوسيانو، ثم رئيس جامعة اليسوعية الأب سليم دكاش والوزير السابق وليد الداعوق وسينتيا غبريل.
واستقبل سلام بعد ظهر أمس في السرايا الحكومية، قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.
واستقبل الرئيس سلام مساء أمس وفدا من جمعية «بيروت منارتي» برئاسة المحامي مروان سلام مع وفد كبير مع العائلات البيروتية.
وخلال اللقاء شدّد المحامي سلام على أن الحضور ليس لمجرد المجاملة، بل لتوجيه كلمة وطنية واضحة بان رئاسة الحكومة ليست موقعاً مستباحاً أو مجالاً للمساومة، بل هي صرح تاريخي ومقام سيادي يختزن إرث رجالات كبار من أمثال رياض الصلح ورشيد كرامي ورفيق الحريري وصائب سلام.
وأكد أن هذا الموقع هو مصنع للمواقف الوطنية وحصن لهيبة الدولة، حيث تُرسم خطوط السيادة وتُكسر شوكة الميليشيات.