اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتب مايز عبيد في 'نداء الوطن':
ببطء تخطو مدينة طرابلس خطواتها نحو الاستحقاق النيابي، وسط ضبابية واضحة في المشهد السياسي وتحالفات لا تزال قيد التشكّل. فالقوى المحلية لم تحسم خياراتها بعد، ولا تزال في مرحلة جسّ النبض المتبادل، ترصد المزاج الشعبي وتستطلع ردود الفعل حيال التحالفات المحتملة، خصوصًا مع تراجع احتمالات تأجيل الانتخابات في الأيام الأخيرة.
في هذا الإطار، يبرز التموضع الجديد للنائب فيصل كرامي الذي ابتعد عن محور الثامن من آذار بالكامل، واقترب من الصف السعودي، وثمة احتمال تحالف مع 'جمعية المشاريع الإسلامية' (الأحباش)، بالتوازي مع تداول معلومات حول تحالف محتمل مع النائب اللواء أشرف ريفي، غير أن فرص هذه اللائحة بالفوز بمقعدين سنيين أو أكثر يراه متابعون مرهونًا بالدعم السعودي السياسي والمالي الجدي لها.
أما الرئيس نجيب ميقاتي، فيواصل تحركاته بحذر، مرجّحًا أن يدخل المشهد الانتخابي الطرابلسي بشكل أوسع من العام 2022، عبر دعم لائحة تضم شخصيات محسوبة عليه وعلى 'تيار المستقبل' معًا، وذلك على غرار ما حصل في انتخابات 2022، من دون أن يترشّح شخصيًا، للحفاظ على توازنه السياسي بين القوى المحلية والإقليمية.
وفي السياق ذاته، يُتداول احتمال ترشيح الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي، زوجة الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، ضمن تحالف إلى جانب ميقاتي و'المستقبل'، ما يمنح هذه اللائحة حضورًا إضافيًا في الشارع الطرابلسي، لكون النائب السابق محمد الصفدي لديه ماكينة انتخابية لا يستهان بها في طرابلس.
في السياق، تتحدّث أوساط سياسية طرابلسية متابعة، عن احتمال ترشّح صاحب مبادرة الجمهورية الثالثة، السيد عمر حرفوش، عن دائرة الشمال الثانية… أما بهاء الحريري فيحاول شقّ الطريق الانتخابي في طرابلس، ويتمنّى في قرارة نفسه التحالف مع اللواء أشرف ريفي، في محاولة لتعزيز فرص فوزه ضمن موازين القوى الحالية.
على صعيد آخر، تبقى 'الجماعة الإسلامية' أقرب إلى التحالف مع نائب الضنية جهاد الصمد، الذي لم يغيّر مواقفه السياسية ولم يبتعد عن 'حزب الله' رغم كل المستجدات السياسية التي أعقبت حرب الإسناد لغزة.
وبينما لم يحسم بعد النائب السابق مصباح الأحدب خياره الانتخابي، يجري الحديث عن بروز وجوه جديدة على الساحة الطرابلسية، بعضها ذات طابع سياسي – اجتماعي والآخر محسوب على المجتمع المدني، ما قد يغيّر بعض قواعد اللعبة التقليدية في المدينة.
وفي ظل هذه التحركات، تبقى الحلقة الأضعف شعبيًا النائبين عبدالكريم كبارة وإيهاب مطر سنيًا، مع تراجع الزخم الشعبي الذي تمتعا به في انتخابات 2022، فيما تترقّب طرابلس ما ستسفر عنه التحالفات الأخيرة، وهي المدينة التي لطالما كانت مرآة للسياسة اللبنانية بكل تعقيداتها وتقلّباتها، قبل أن تُحسم اللوائح النهائية وتبدأ المعركة الانتخابية فعليًا.