اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل…
قهرمان مصطفى
يعود في الآونة الحالية السؤال القديم الجديد: هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟ تشير تصريحات بعض الشخصيات السياسية إلى أن الحكومة السورية – بما فيها الرئيس أحمد الشرع – لا تمانع السير في مسار السلام، شرط أن يكون عادلاً ويضمن الحقوق الوطنية، وخصوصاً استعادة الجولان المحتل.
والواضح أن دمشق تبنّت خلال عقب سقوط النظام البائد شعار 'صفر مشاكل مع الجيران'، وسعت إلى تجنب الانخراط في بؤر التوتر؛ كما اعتمدت سياسة ضبط النفس حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي تجاوز عددها 750 اعتداءً منذ سقوط نظام الأسد المخلوع، شملت قصفاً جوياً وتوغلات في الأراضي السورية، دون أن تجرّ سوريا إلى ردود فعل عسكرية مفتوحة، في محاولة منها لتغليب لغة العقل والحوار.
لكن السؤال الأهم الذي يُطرح اليوم: هل إسرائيل جاهزة للسلام؟ الواقع السياسي في تل أبيب يشير إلى عكس ذلك؛ فالحكومة الإسرائيلية الحالية تُعد من أكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وتتعامل مع ملفات السلام من زاوية 'اتفاق الإذعان' لا منطق التفاوض المتوازن، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُتهم من قبل معارضيه بتأجيج الحروب – سواء في غزة أو بالتصعيد ضد إيران – كوسيلة لإطالة عمر حكومته، ودائماً ما يسعى لتأجيج الصراعات في المنطقة تحت مسمى حماية أمن إسرائيل.
صحيح أن سوريا، كأي دولة عانت من الحرب، تحتاج إلى الاستقرار وإعادة الإعمار، ولا مصلحة لها في استمرار المواجهات، لكن هذا لا يعني أنها مستعدة للتنازل عن ثوابتها الوطنية. بل إن أي سلام لن يُكتب له النجاح ما لم يُبْنَ على أسس القانون الدولي، وضمن معادلة تحترم السيادة والحقوق.
الخلاصة، أن السلام ممكن من حيث المبدأ، لكن العقبة الكبرى تكمن في غياب الشريك الإسرائيلي الجاد، وغياب إرادة حقيقية لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.