اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن ثقته بأن المنتشرين اللبنانيين لن يتركوا لبنان، وسيقفون الى جانبه والى جانب الدولة في مسيرة النهوض بالبلد واعادته الى ما كان عليه من عز وتميز. وقال ان لبنان غني باللبنانيين في الخارج، ولا ينتظر احساناً من احد، ولا مساعدات من احد، ولا هبات، بل استثمارات. كما دعا اللبنانيين المنتشرين الى الاقتراع في الاستحقاق النيابي المقبل، لان صوتكم ليس مجرد ورقة يتم وضعها في صندوق، بل هو الامل لمستقبل افصل، وهو صوت التغيير، وعليكم المشاركة بكثافة مهما كانت الظروف، وهذه المسؤولية التي تقع عليكم. كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية وبعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة.
يأتي هذا الموقف بينما الامور تتجه في لبنان نحو تحجيم مشاركة الانتشار اللبناني، في الاستحقاق الانتخابي المقبل. فبحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـالمركزية، رمي الحكومة كرة الاستحقاق في ملعب مجلس النواب بصورة عشوائية، من دون اي مشروع قانون واضح المعالم، وضع البتَ في مستقبل الانتخابات عموما واقتراع المغتربين خصوصا، في يد رئيس مجلس النواب نبيه بري فقط. الاخير قرر ان يتجاهل طلب الأكثرية النيابية الراغبة بتعديل المادة ١١٢ من القانون الانتخابي الساري المفعول، ولم يدرج مشروع القانون المعجل المكرر المقدم من ٦١ نائبا لتعديلها، على جدول اعمال الجلسة التشريعية الاثنين المقبل.
انطلاقا من هنا، الأبواب تبدو موصدة حتى الساعة، امام إشراك فعلي للاغتراب في الاستحقاق، واذا بقي القانون الحالي نافذا بصورته الحالية، المغتربون سيصوتون لـ٦ نواب فقط، هذا اذا تمكّن مجلس النواب من الاتفاق على كيفية توزيع هذه المقاعد طائفيا ومذهبيا بين القارات وغيرها من التفاصيل.
في ظل هذه الاجواء الملبدة، تقول المصادر ان الانتشار، عبر اللوبيات والروابط وممثليه الروحيين، رفع الصوت منذ اشهر، مطالبًا بإنصافه وبإعطائه حقه بالتصويت لـ ١٢٨ نائبًا، ككل لبناني مقيم، وهو كرر مطلبه هذا على مسامع رئيس الجمهورية، مذكّرا انه لم يقصر يوما في مساعدة لبنان وفي واجباته حيال وطنه الام، وبالتالي يرفض اليوم تهميشه وسلب حقوقه منه عبر حصر تمثيله بـ ٦ مقاعد فقط.
عليه، تتوقع المصادر ان تسلك الامور انتخابيا، منحى مختلفا في الاسابيع المقبلة خصوصاً مع عودة الرئيس عون من الخارج. ويفترض في السياق ان يكثف اتصالاته مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونواف سلام، من اجل رفع العقبات التي تحول دون تصويت الاغتراب لـ ١٢٨ نائبًا. فإما ترسل الحكومة مشروع قانون بهذا الخصوص الى البرلمان او يطرح بري المعجل المكرر على الهيئة العامة. فبدعة الستة نواب تعرّض الاستحقاق للخطر اولا، كما انها ستترك تداعيات سلبية كبيرة على علاقة الانتشار بلبنان، وقد بات الرئيس عون في صورة هذه التداعيات، بعد لقائه المغتربين وفي ضوء الرسائل التي تلقاها منهم. وقد نشر وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي ضورة للقاء مع أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك، وقال: خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في نيويورك على شرف الرئيس جوزاف عون والوفد المرافق، التقيت أبناء الجالية اللبنانية وسررت بالتعرّف على عدد كبير منهم وتبادل الحديث حول حياتهم في الولايات المتحدة والأوضاع في لبنان. وقد جددوا جميعاً المطالبة بقانون انتخابي منصف يتيح لهم الاقتراع للمرشحين الـ ١٢٨ كلٌّ في دائرته.
فهل يلعب الرئيس عون دوراً ايجابياً ضاغطاً باتجاه تأمين أفضل مشاركة وتمثيل لهم في الاستحقاق المقبل؟