اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل….
كتب بسام عفيفي
المعرض الدولي أو العالمي إكسبو يقام كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم وذلك منذ القرن التاسع عشر، وتجمع فعالياته الدول والمنظمات لعرض أحدث ما لديها من الأفكار والابتكارات؛ ويتم الإشراف على تنظيم هذا المعرض العالمي الضخم منذ العام ١٩٢٠ بواسطة المكتب الدولي للمعارض BIE
إلى هنا بكلمات موجزة تعريف عام بمعرض إكسبو؛ ولكن معنى هذا المعرض أشمل بكثير من الكلمات التي قدمته؛ وأعمق كثيراً من الإيحاءات التي وردت أعلاه؛ باختصار يمكن القول أن إكسبو هو شاهد أمين على أحدث لحظة في العصر وذلك على كل مستويات ما يمكن للعقل الإنساني أن يبدعه ويقدمه وينتجه؛ وأيضاً إكسبو بكلام آخر وضمن معنى، يعتبر قصة تطور العقل الإنساني وتطور حواس الإنسان ليس فقط الخمسة بل الست؛ وأيضاً وأيضاً هو الأبعاد المختلفة لصورة اللحظة داخل عصرنا الحاضر الجديد المدهش.
وحينما يكون موعد إكسبو للعام ٢٠٣٠ هو في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية؛ فإن هذا يضيف إلى معنى هذا الحدث الضخم العالمي معان إضافية وقيمة نوعية وتاريخية، أبرز ما فيها الأمور التالية:
أولاً: إكسبو هي فكرة رائدة تجهد لجعل التطور له معرض مستدام؛ والسعودية لن تكون في العام ٢٠٣٠ هي مجرد أنها مكان لهذا المعرض؛ بل ستكون بداخله فضاءاً نابضاً يحتضن قيم الماضي التي لا تموت ويعمل على إيقاظ مستقبل العالم الذي يولد على سرير هذا اليوم.. إن المملكة العربية السعودية لن تكون عام ٢٠٣٠ راعية فقط لمعرض آخر صيحات الإبداع العالمي، بل ستكون قلباً نابضاً بداخل هذه الصيحة، ومثالاً حياً كيف أن التاريخ هو اتصال حضاري وليس قطيعة إنسانية..
بالأساس ينظر للمملكة العربية السعودية على أنها قصة تاريخ ينظر إلى الأمام ويؤشر بكل حواسه إلى حضارة لا يزال شمسها تشع بأنوار الدعوة لقبائل وشعوب لتعارفوا.
الأمر الجوهري الآخر وليس الأخير الذي يعنيه استضافة السعودية لإكسبو؛ هو مكانة المملكة السعودية ذاتها التاريخية والراهنة وخاصة ضمن طموحات السعودية الضخمة والمتبصرة لدورها وشراكتها في انتاج المستقبل الزاهر والمتقدم والمتنور للبشرية، وذلك بظل الرؤية المنقادة من خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان..
طالما كان التاريخ هو إرادة التطور وصراع الإنسان مع تحديات إنتاج اللحظة القادمة، وليس فقط التسمر عند اللحظة الحالية أو الوقوف بذهنية الجمود العلمي والأدبي والمهني والإنساني عند اللحظة الماضية.. المملكة العربية السعودية تبشر العالم بأن موعده في الرياض عام ٢٠٣٠ مع إكسبو سيكون بمثابة لقاء للإبداع العالمي الباهر والمضيء..
يبقى القول أن هناك ضرورة لأن تحتشد إرادات العالم الخيرة والمحبة للبشرية وتطورها، وذلك في إطار أن تعتبر إكسبو الرياض ٢٠٣٠ هو مشروع كل حيثية عالمية منتجة على هذا الصعيد، بغض النظر عن هويتها الجغرافية أو بيئتها، الخ… إن إكسبو الرياض هو أخوة عالمية مدعوة لأن تبدع ولأن ترسم بقدرات العقل وتراكم العلم والمعرفة، ملامح وجه الغد للعالم الجديد.
ومن المهم الإشارة هنا أيضاً إلى أن سفير المملكة السعودية وليد البخاري قدم أمس دعوة للجمهورية اللبنانية كي تشارك في إكسبو الرياض؛ وهذه الدعوة تعبر فيما تعبر عن حرص الرياض على أن يكون للبنان دور في هذه المناسبة العالمية الفائقة الأهمية، ذلك أن لبنان في مسيرته الراهنة للخروج من أزماته الداخلية ومن أزماته مع الخارج يحتاج للفت النظر إليه عبر جهد إبداع أبنائه، إلى أنه لا يزال بلد الإبداع؛ وإكسبو الرياض هي واحدة من الفرص الثمينة التي يجب على لبنان التحضر لها جيداً كي يطير منها رسالته الإيجابية عن نفسه إلى العالم..
العالم كله إلى الرياض عام ٢٠٣٠؛ حيث الإبداع والابتكار أصبح له موعداً، هو الرياض ٢٠٣٠، وحيث الابتكار في إكسبو الرياض ليس فقط قدرات عالية الجودة تتفتح من أكمامها، وليس فقط تفتح حدائق الاكتشاف في التصنيع والإنتاج؛ بل إكسبو الرياض هو أيضاً إرادة عالية الإيمان بانتاج أخوة عالمية نحو مستقبل متطور ومزدهر وسلمي مستقر..