اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
في الثلاثين من نيسان، نقف كل عام وقفة صمت، مُحمّلة بالشوق والحنين، أمام قامة شعرية لن تتكرر، أمام نزار قباني... الشاعر الذي علّمنا كيف يُكتب الحب، وكيف يُقال الجمال دون ابتذال، وكيف تُخاض الثورات بالكلمات لا بالسيوف.
رحل نزار، ولكن صوته ما زال يهمس في آذان العاشقين، وصوره ما زالت تضيء دروب الحالمين. ترك لنا نزار قاموساً جديداً للحب، لا يشيخ ولا يتقادم.
لم يكن نزار شاعر المرأة فقط، بل كان شاعر الوطن، والكرامة، والحرية. كتب عن بيروت الجريحة، عن بغداد المحترقة، عن دمشق التي تسكنه أكثر مما يسكنها. وكان صوته صادحاً حين يصمت الآخرون، وناعماً حين تعجز القلوب عن النُطق.
نزار لم يكن رجلاً يكتب القصيدة فقط، بل كان هو القصيدة نفسها. جسّد تناقضات الإنسان، وانفعالات العاشق، وجراح العربي، وحلم المتحرر. اختار الجمال نهجاً، والحب ديناً، والحرية هوية.
وفي ذكراه، لا نرثيه.. بل نحتفل بحضوره المستمر في حياتنا، نردّد كلماته التي أصبحت جزءاً من وجداننا، ونهمس في قلوبنا:
نزار... ما زلت بيننا.
نزار... لن ننساك أبداً.
رحمك الله، وأسكَن روحك حيث يليق بالشعراء الخالدين.
المهندس هشام جارودي