اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٨ أذار ٢٠٢٥
وصل صراع السلطة داخل نظام ولاية الفقيه إلى مستوى غير مسبوق، حيث تخوض الفصائل المختلفة منافسة شرسة للسيطرة على مراكز الحكم، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية، والاحتجاجات الاجتماعية، والضغوط الخارجية التي تضع النظام في موقف أكثر هشاشة. تسلط هذه النشرة الضوء على آخر التطورات الداخلية وانعكاساتها في وسائل الإعلام التابعة للنظام.
ابتكار: 'الأصولي المنطقي في مواجهة التشدد'
تطرقت صحيفة ابتكار إلى الاصطفاف الجديد داخل التيار الأصولي، حيث يبدو أن بعض الأصوليين التقليديين يسعون إلى النأي بأنفسهم عن المتشددين المرتبطين بجبهة الصمود والحرس الثوري، محاولين تقديم صورة 'منطقية' عن أنفسهم. غير أن هذه المحاولات ليست سوى تكتيك يهدف إلى تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية.
لم يعد النظام قادرًا على التحكم في تناقضاته الداخلية، وهذا التآكل الهيكلي سيؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى انفجار لا يمكن احتواؤه. لم يعد القمع واستعراض القوة كافيًا، ونظام ولاية الفقيه يواجه خيارًا لا مفر منه: نهاية حتمية لنظام قمعي وفاسد.
همميهن: 'إعادة قراءة ما حدث في البرلمان الثاني عشر عام ١٤٠٣ / تحت ظل المتشددين'
استعرضت صحيفة همميهن أداء البرلمان الثاني عشر، موضحة كيف أصبح هذا البرلمان أداة بيد المتشددين المرتبطين بمكتب خامنئي. وشملت سياساتهم المصادقة على قوانين قمعية، وإقصاء الأصوات المعتدلة، وزيادة الضغوط على المجتمع.
ستاره صبح: 'تراجع مؤيدي الحجاب الإجباري'
أشارت صحيفة ستاره صبح إلى انخفاض الدعم لسياسات فرض الحجاب الإجباري، مما يعكس تزايد الاستياء حتى داخل القاعدة الاجتماعية الموالية للنظام، وهو ما يشير إلى احتمال مواجهة النظام تحديات أكبر في تنفيذ هذه السياسات القمعية.
اعتماد: 'النشاطات الاجتماعية لإسكات الصوت المعتدل'
أوضحت صحيفة اعتماد كيف يسعى النظام لقمع القوى المعتدلة وإسكات أي صوت مستقل من خلال سياسات الدعاية الأمنية والقمع المنظم. وذكرت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية ربما تحقق أهدافها على المدى القصير، لكنها ستؤدي إلى نتائج عكسية في المدى البعيد.
تفاقمت الأزمات داخل نظام ولاية الفقيه إلى حد غير مسبوق. فالاصطفافات الجديدة بين أجنحة النظام تُظهر أن الخلافات لم تهدأ، بل تحولت إلى صراع مفتوح من أجل البقاء
اعتماد: 'الصمود في حالة عدم الاستقرار'
في تحليل آخر، تطرقت صحيفة اعتماد إلى دور جبهة الصمود والقوى المرتبطة بالحرس الثوري في زعزعة الاستقرار السياسي، مشيرة إلى أن هذه الفصائل، التي تدعي حماية الثورة، تعمل في الحقيقة على خلق أزمات مصطنعة بهدف احتكار السلطة. لكن هذه الاستراتيجية لم تؤدِّ إلا إلى زيادة الانقسامات الداخلية، مما جعل النظام أكثر عرضة للغضب الشعبي.
إقرأ أيضا: ويتكوف يطالب لبنان بالتواصل مع إسرائيل: لا إعمار ولا عودة ولا انسحاب قبل التفاوض
تفاقمت الأزمات داخل نظام ولاية الفقيه إلى حد غير مسبوق. فالاصطفافات الجديدة بين أجنحة النظام تُظهر أن الخلافات لم تهدأ، بل تحولت إلى صراع مفتوح من أجل البقاء. فمن جهة، يسعى المتشددون المرتبطون بالحرس الثوري ومكتب خامنئي إلى احتكار السلطة بالكامل، ومن جهة أخرى، يحاول الأصوليون التقليديون إنقاذ أنفسهم من الغرق في هذا المستنقع السياسي. وفي ظل استمرار الضغوط الاجتماعية، والاحتجاجات الشعبية، والأزمات الاقتصادية، باتت مؤشرات الانهيار التدريجي للنظام أكثر وضوحًا.