اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٦ أذار ٢٠٢٤
بيروت - جويل رياشي
في شهر مارس الذي يصادف إحياء اليوم العالمي للمسرح في 27 منه، تشهد خشبات المسارح اللبنانية نشاطا وإقبالا من الجمهور لافتين خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية.
وخص مسرح مونو بالأشرفية، الراحل ريمون جبارة قبل حلول الذكرى التاسعة لغيابه (14 أبريل 2015)، بتقديم أربعة عروض تحت عنوان «4 لريمون»، توالى على تحضيرها والإشراف عليها ممثلون عملوا مع جبارة، وبعضهم شارك في تقديم هذه الأعمال بنسختها الأولى.
غبريال يمين قدم «تحت رعاية زكور» في وقت سابق من الشهر الجاري مشرفا على مجموعة من الممثلين. والدور الآن على «بيكنك ع خطوط التماس» مع جوليا قصار التي قدمتها مع مجموعة ممثلين تضم مايا يمين وجوزف آصاف وجوليان شعيا وجلال الشعار. ويليها أنطوان الأشقر بـ «زردشت صار كلبا» بين 20 مارس و27 منه، ثم الختام مع رفعت طربيه بـ «قندلفت يصعد إلى السماء» بين 30 مارس و7 أبريل.
قصار تلميذة جبارة والتي شاركت في العمل الأخير له «مقتل إن وأخواتها»، صعدت إلى المسرح في نهاية العرض الممتع، وشاركت أعضاء الفرقة التحية إلى الجمهور الذي صفق وقوفا.
المسرحية أعاد جبارة اقتباسها وتأويلها وكتابتها عن الكاتب المسرحي الإسباني فرناندو أرابال، و«لبنن» نصها وجعله يتماهى مع الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990).
قبل العرض، فوجئ الجمهور بصبايا حملن بنادق كلاشينكوف قصيرة يتجولن بين الحضور المنتظر الدخول إلى القاعة. الجيل الجديد توجس من المشهد، في حين ان جيل الحرب ضحك مستذكرا أياما عاشها وكان فيها ظهور السلاح الفردي من البديهيات. هؤلاء الصبايا يولين إرشاد الجمهور إلى أماكن الجلوس في المسرح، وشاركن في بعض المقاطع في العرض من دون الصعود إلى الخشبة.
عرض متقن ليوميات عاشها جيل الحرب، وتركت ندوبا في المجتمع. وبدا ان المسرحي ريمون جبارة كتب نصا صالحا لكل الأزمنة، في بلد يشهد تقلبات عدة بين حب الحياة ودوران عقارب الساعة إلى الخلف، والإصرار على المواجهة من دون أخذ العبر من الماضي. «بيكنك ع خطوط التماس» مسرحية تدين الحروب وعدم جدواها وإقحام الأبرياء فيها.
عرض تفاعلي وأداء متمكن، وانتصار للمسرح في زمن الألواح الإلكترونية الذكية و«نتفليكس» وغيرها من المنصات الرقمية التي أصابت صالات السينما بضرر.
في بيروت إصرار على حب الخشبة وترقب عروضها بين مونو و«دوار الشمس» في الطيونة، و«المدينة» في الحمرا، و«بيار ابو خاطر» في جامعة القديس يوسف «طريق الشام» وغيرها.
محبو ريمون جبارة ورفاقه أعادوا أعماله تمهيدا لأرشفتها لاحقا في شكل رسمي، علما انه اشتهر بلقب «صانع الأحلام»، وجسدت حياته في كل مراحلها يوميات المواطن اللبناني الذي يواجه باستمرار المعاناة بكل أشكالها وفصولها، إلى ان انطفأ في بلدته قرنة شهوان في المتن الشمالي عن 80 عاما.
عاش جبارة حياته متغلبا على الألم ومعتادا عليه، وخاض تجارب ناجحة في مسيرته الثقافية والتجارب العديدة فيها، وترك إرثا يستحق الحفظ والتدريس، وتفاعل الجمهور مع أعماله المستعادة حاليا في مونو خير دليل.