اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك عظة قال فيها: رحمة الله لا تحدّ بحدود قوميّة أو عرقيّة أو انتماءات ضيّقة، بل تتخطّى الجميع لتشمل كلّ من يأتي بقلب منسحق ورجاء صادق. والمرأة التي بدت ضعيفة صارت مثالًا للرجاء الحيّ، والإيمان الصامد. نحن مدعوّون لعيش لقاء مماثل مع المسيح المخلّص والفادي، في سرّ الإفخارستيا الذي فيه يتمّ لقاؤنا بالله، لقاءً إيمانيًّا، ثابتًا في الرجاء، صامدًا في المحبّة'.
وتابع: 'هذا الإيمان يدعونا لنكون مثل المرأة الكنعانيّة: مؤمنين مثابرين، غير مستسلمين. إنّه دعوة إلى كلّ مسؤول في الدولة، إلى كلّ سياسيّ، إلى كلّ مواطن، ليدركوا أنّ الإيمان الحقيقيّ يُترجم في الأمانة، في الإصلاح، في التمسّك بالوحدة الوطنيّة، وفي العمل لأجل الخير العام لا المصالح الضيّقة، الوطن لا يُبنى بالصراعات بل بالثقة. لا ينهض بالوعود بل بالأفعال. لا يحيا بالشعارات بل بالعدل والحقّ. وكما خرجت المرأة من حدودها الجغرافيّة، وصرخت بثقة، نحن أيضًا مدعوّون للخروج من حدود إنقساماتنا ومخاوفنا، لنرفع صوتنا بوجه كلّ من يهدّد وجودنا وكياننا ورسالتنا. يحتاج لبنان اليوم إلى إيمان حيّ يُترجم بالثبات في الأرض، بالمحافظة على الكرامة الوطنيّة، بالدفاع عن سيادته على كامل أرضه، وعن حرّيته، وبإيجاد سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة تقي أبناءه من الهجرة، ومن بيع أراضيهم. مسؤوليّة القيّمين على الشأن العام كبيرة؛ فعليهم أن يتخطّوا منطق المصالح الشخصيّة، وأن ينفتحوا على الخير العام، ويضعوا خدمة الشعب قبل خدمة الذات. وعلى السياسيّين الإصغاء إلى صرخة الشعب المقهور، ووضع يدهم بيد الآخرين من أجل قيام دولة السيادة الكاملة والعدالة والقانون. ولا يمكن للوطن أن ينهض من أزماته، إلّا اذا استعاد قيم الإيمان والرجاء، وإذا اجتمع أبناؤه حول مشروع وطنيّ جامع، لا حول مصالح ضيّقة وانقسامات قاتلة'.