اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
كتب عامر زين الدين في 'نداء الوطن':
اتخذت المواقف الأخيرة التي صدرت في منطقة الجبل بعدًا تحذيريًا، من خطر الانزلاق إلى فتنة مذهبية بين الطائفتين الدرزية والسنية، مترافقة مع رفع الصوت عاليًا من المراجع السياسية والروحية، لاحتواء الموقف وتفادي الوقوع في فخ الإشكالات، التي يؤجهها بعض الكلام والخطابات العنصرية التي تتناقلها بعض التطبيقات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وعليه، سارعت الجهات السياسية والروحية الفاعلة في منطقة الجبل، إلى تكثيف لقاءاتها تحت شعار 'عدم السماح بتمدد الفتنة من السويداء إلى لبنان'، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي' السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب 'الديمقراطي اللبناني' طلال أرسلان اجتمعا في كليمنصو، واتفقا بحسب معلومات 'نداء الوطن' على العمل المشترك ومعًا لوأد الفتنة، وقد سرى هذا الاتفاق بحسب مسؤولين مقرّبين منهما على الحزبَين، جرت ترجمته بإقامة تحركات واسعة كما حصل أمس في حاصبيا، عبر لقاء بدعوة من الحزبَين والبلدية، ومشاركة نواب وشخصيات وافتاء البلدة والمنطقة ومشايخ وفاعليات سنية ودرزية.
تخلل اللقاء إطلاق مواقف تصب في خانة رفض استجرار الفتنة والوقوع في شرك النزاعات، التي سبق وبدأت في السويداء سياسية واجتماعية وتحوّلت في ما بعد إلى دموية، وسبق لقاء حاصبيا قبل فترة لقاء في أزهر البقاع أيضًا.
بدوره، استضاف النائب أكرم شهيب أمس في منزله في عاليه وفدًا كبيرًًا من العشائر العربية في القضاء، الذين سبق وتداعوا مع مشايخ دروز إلى لقاء لدى عشائر 'عسكر'، من أجل الوقوف معًا ورفض كل أشكال النزاعات المذهبية، استنادًا إلى العلاقات التاريخية التي تربط العشائر بالدروز طيلة عشرات السنوات، وهو ما أعلنه شهيب أيضًا.
توازيًا، أجرى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى اتصالًا هاتفيًا بشيخ العقل في سوريا حكمت الهجري تناول مجريات الأمور الراهنة على مختلف المستويات، وتلقى اتصالات بحسب بيان مشيخة العقل من 'العشائر العربية في لبنان وفي سوريا تؤكد على العلاقات، والسعي لطي صفحة الاأسى ومنع الاعتداء ووأد الفتنة، وإنهاء الصدامات والأحداث وتوفير الاستقرار واستعادة الثقة'.
كما استقبل الشيخ أبي المنى قائد الجيش العماد رودولف هيكل ورئيس الأركان اللواء حسان عودة في منزله في شانيه، ووضعت اللقاء مصادر مشيخة العقل عبر 'نداء الوطن' في إطار استدراك المخاطر على الأرض في لبنان، نتيجة التوترات التي بدأت تظهر في أكثر من مكان، لا سيما بقاعًا وشمالًا وغيرهما من المناطق، وضرورة تضافر الجهود المشتركة مع المؤسسة العسكرية ورفع أقصى درجات التعاون والتنسيق، لعدم إفساح المجال أمام الوقوع في شر الفتنة، التي لا نريدها أن تقع بين الطائفتين السنية والدرزية، خاصة لما للطائفتَين من علاقات تاريخية تمتد لمئات السنوات، وهو ما ترجمته زيارة عشيرة 'الزريقات' في الشويفات وخلدة إلى دارة شيخ العقل الأسبوع الفائت، وإعلان النية للاستعداد إلى مسعى يؤدي نحو مصالحة بين الجانبين'.
أما على المستوى الأمني، فقد جال رئيس الأركان في الجيش اللّبنانيّ اللّواء الرّكن حسّان عوده، على المرجعيّات الروحيّة لدى طائفة الموحّدين الدروز المشايخ: أبو صالح محمد العنداري، أبو يوسف أمين الصايغ، أبو فايز أمين مكارم، أبو سعيد أنور الصايغ، أبو علي سليمان أبو دياب، أبو طاهر منير بركة، أبو زين الدين حسن غنام، أبو داوود منير القضماني، أبو يوسف أمين العريضي وأبو محمود سعيد فرج.
وبحسب بيان صادر بهذا الخصوص، قدّم اللواء عودة 'لهم الشكر والتقدير'، مشيدًا 'بدور المشايخ الوطنيّ الجامع، ومواقفهم التاريخية الداعمة لوحدة لبنان وللمؤسّسة العسكريّة، درع الوطن وسياجه الحامي'.
وقال البيان: 'خلال الجولة، تم التأكيد على أهمية العيش المشترك بين جميع مكوّنات الوطن، وعلى ضرورة التنسيق التام مع كافة المكونات الوطنية والجيش اللبناني لدرء الفتنة، وعدم الانجرار وراء الشائعات، بما يحفظ المصلحة الوطنية العليا، ويصون أمن واستقرار لبنان. كما نقل اللواء عوده تحيات قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إلى المشايخ الأجلاء، الذين بدورهم عبّروا عن أصدق مشاعر التقدير والوفاء تجاه قيادة الجيش، مؤكدين ثقتهم الكاملة بالمؤسسة العسكرية، وبدورها المحوري كعمود فقري وخشبة خلاص للوطن في هذه المرحلة الحسّاسة. وقد لاقت هذه الجولة أصداءً إيجابية، لما تحمله من رسائل احترام وتقدير للطائفة المعروفية، ولِما تعكسه من حرص قيادة الجيش اللبناني على التواصل مع مختلف المراجع الوطنية والروحية، تأكيدًا على الشراكة الوثيقة بين الجيش والشعب، في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، وصون السلم الأهلي، وحفظ الأمن والاستقرار'.