اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة النهار اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٩ شباط ٢٠٢٤
iframe{max-width:100% !important;} img{height:auto !important; max-width:100% !important;} بطرس حرب*ما يدعوني للكتابة هو الخوف الذي يتملّكني من المخاطر الكبيرة التي أراها مقبلة علينا في المستقبل القريب، وإمكان تعرّضنا لكارثة جديدة تفوق بأبعادها ونتائجها ما حصل في حرب تموز 2006، يوم قرّر 'حزب الله'، خلافاً لما كان التزم به أمينه العام على طاولة الحوار بالتهدئة لكي يستفيد اللبنانيّون من موسم الاصطياف الواعد، خطف بعض الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى لبنانيين وعرب تعتقلهم إسرائيل، مراهناً على أنّ إسرائيل ستكتفي بردّة فعل عسكريّة محدودة تجري بعدها مفاوضات لاسترداد المخطوفين من جنودها، متجاهلاً ما حصل قبل فترة وجيزة غداة خطف جندي لها في غزّة، وقيامها بهجوم وحشي على القطاع، من دون أخذ الظروف السياسيّة للكيان الصهيوني في الاعتبار بعد إصابة أرييل شارون بنزيف دماغي أبعده عن السلطة، وتولّي إيهودا أولمرت رئاسة الحكومة، وحاجته لإثبات قدرته على القيادة وعلى حماية دولته ضدّ أيّ عدوان، فنصب عناصر من الحزب كميناً لدوريّة إسرائيليّة بعد اجتيازهم 'الخطّ الأزرق'، وشنّوا هجوماً عليها أسفر عن مقتل عناصر الدوريّة وخطف جثّتين من جنود الدوريّة. وخلافاً لتوقّعات الحزب، قرّرت إسرائيل الردّ باقتحام الحدود ودخول الأراضي اللبنانيّة، وإطلاق حرب شاملة على لبنان، مستهدفة البنى التحتيّة للدولة، وقصف الضاحية الجنوبيّة ومدن وقرى الجنوب بوحشيّة لا توصف، وفرض حصار بحري وجوّي وعزل لبنان عن العالم، وطالبت بتسليمها الجنديين المخطوفين، كما طالبت بنزع سلاح 'حزب الله' ونشر الجيش اللبناني لتولّي مسؤوليّة حفظ السلام في الجنوب. ولا تزال صوَر المآسي والدمار الذي لحق باللبنانيين وسقوط ما يفوق عن الألف ومايتي شهيد وتهجير مئات الآلاف من أهل الجنوب والضاحية الجنوبيّة ماثلة في أذهاننا.توقفت العمليّات الحربيّة إثر صدور القرار 1701، الذي نصّ على 'إقامة منطقة خالية من أيّ مسلّحين أو أسلحة بين الخطّ الأزرق ونهر الليطاني'، و'تطبيق كامل لبنود اتّفاق الطائف'، الذي ينصّ على حلّ كلّ الميليشيات اللبنانيّة وغير اللبنانيّة من دون استثناء، و'نزع أسلحة كلّ المجموعات المسلّحة في لبنان لتصبح الدولة اللبنانيّة وحدها تملك أسلحة وتمارس سلطتها في لبنان'، وذلك بعدما تعهّدت الحكومة اللبنانيّة نشر خمسة عشر ألف جندي في المنطقة الحدوديّة إلى جانب عدد مماثل من القوّات الدوليّة لحفظ السلام.بالنظر الى حجم الدمار وعدد الضحايا الكبير الذي لحق بلبنان واللبنانيين، أعلن الأمين العام لـ'حزب الله' لاحقاً، 'لو علمنا أنّ عمليّة الأسر ستقود إلى هذه النتيجة، لما قمنا بها مطلقاً'، كما أعلن رفضه لأيّ طرح لنزع سلاح الحزب 'لأنّه يشكّل خدمة للعدو...