في غزة: مواطنون يحملون المساعدات وآخرون يحملون جثامين احبتهم

#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }

×

3172025

أبو شريف رباح

في مشهد يعكس الفارق الصارخ بين الحياة والموت يقف أهالي قطاع غزة على خطوط النار بين محاولة النجاة من الجوع أو الوقوع ضحايا للقنص والرشاشات والطائرات المسيرة فبينما يحمل البعض أكياس مساعدات شحيحة يحمل آخرون جثامين أحبتهم الذين سقطوا وهم يحاولون الوصول للمساعدات.

إنها حرب إبادة حقيقية وتجويع ممنهج استأنفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتاريخ 18 آذار 2025، بعد هدنة هشة صمدت بالكاد لشهرين تحت ذريعة أن حماس لم تفِ بالتزاماتها بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لكن الحقيقة كانت أبعد من ذلك فاستئناف الحرب جاء استجابة لضغوط وزراء اليمين المتطرف في حكومته وإصرارهم على تنفيذ مخطط التهجير الكامل لسكان القطاع بعد تدميره وتحويله إلى أرض غير قابلة للحياة.

ولم تكتفِ آلة الحرب الإسرائيلية بالقصف والدمار بل لجأت إلى أخطر سلاح يمكن استخدامه في وجه المدنيين، التجويع الجماعي حيث أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر ومنعت دخول المساعدات الغذائية والطبية والمياه ودمرت معظم المستشفيات وقطعت التيار الكهربائي وجعلت القطاع في ظلام دامس وألم دائم.

ومع بدء تنفيذ 'حرب التجويع' استهدف جيش الاحتلال بشكل مباشر العاملين في المنظمات الإنسانية وفرق الهلال الأحمر والدفاع المدني، وموظفي القطاع الصحي وفي مشاهد يومية تفيض مأساة بدأت أجساد أطفال غزة بالذبول تحت وطأة الجوع في حين تئن المستشفيات تحت ضغط الإصابات ونقص المعدات وانعدام الأدوية.

ومع تعاظم الكارثة أطلقت الإدارة الأمريكية مشروعًا حمل عنوان 'مؤسسة غزة الإنسانية' (واجهة مخابراتية) فحشدت الأهالي الجوعى في مناطق مكشوفة قريبة من المواقع العسكرية الإسرائيلية وسرعان ما تحولت ساحات الانتظار إلى ساحات إعدام جماعي وعمليات قنص، ثم رشاشات، ثم طائرات مسيّرة انتحارية، والنتيجة عشرات الشهداء ومئات الجرحى يوميا.

وباتت غرف الطوارئ في غزة عاجزة أمام تدفق الدماء فلا أدوية ولا أدوات جراحية ولا غرف عمليات مجهزة وحدها صرخات الأطفال الجرحى كانت تملأ المكان، كل ذلك يجري على مرأى العالم وسمعه ورغم هول المجازر لم تحرك دول العالم سوى طائرات لإلقاء حمولات لا تكفي حتى لسد رمق حي واحد في غزة وبالطريقة التي تضمن عدم تعريض طواقمها لأي خطر، وكما ذكرت القناة الإسرائيلية الرسمية 'كان'، فإن عمليات الإنزال الجوي تهدف إلى 'تصوير جيد' أكثر من تقديم حلول فعلية فالأهم بالنسبة لبعض الحكومات هو التظاهر بإنجاز الواجب الإنساني ولو كان ذلك على حساب دماء الفلسطينيين.

اليوم يعيش سكان قطاع غزة بين معادلتين مرّتين، من يخرج بحثا عن المساعدة قد لا يعود ومن يبقى في بيته قد يواجه الموت جوعا أو قصفا، هي ليست مجرد حرب بل مخطط لإفناء شعب ومسح هوية وتهجير من تبقى حيا، وللأسف يحدث هذا كله في زمن كثرت فيه المؤسسات والجمعيات وتراجعت فيه الضمائر الإنسانية.