اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي 'INSS' تقريراً جديداً قال فيه إن مكانة 'حزب الله' في لبنان قد تدهورت في أعقاب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن 'قرار الحزب بالامتناع عن فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، رغم التوقعات، سلّط الضوء على ضعفه'.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إنَّ نتائج الحرب فاقمت التحديات التي يواجهها 'حزب الله' الآن، وأضاف: 'إيران تفتقر حالياً إلى الاهتمام والقدرات اللازمة لدعم حزب الله، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف عناصر الحزب وبُنيته التحتية، بينما تتخذ القيادة اللبنانية الجديدة إجراءات ضد الحزب لاسيما وسط المساعي لنزع سلاحه، وهي إجراءات تحظى بدعمٍ داخلي ودولي'.
وذكر التقرير أن 'الحزب يُكافح للتعافي وتوفير احتياجات مؤيديه الذين يشكون قاعدة أساسية له'، وتابع: 'وعليه، من المتوقع أن يسعى حزب الله إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في ظل استمرار جهوده لإعادة التأهيل والتحضير للحملة العسكرية القادمة. وفي ظل هذه الظروف، تتاح لإسرائيل فرصة لتحسين الوضع الأمني على طول الحدود اللبنانية'
وتابع: 'رغم دوره المحوري في استراتيجية حلقة النار الإيرانية، وامتلاكه أكثر القدرات التقليدية تطوراً وخطورة، امتنع حزب الله عن المشاركة في حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران، بل قدّم دعماً مُعلناً، متحدياً بذلك الافتراضات السائدة بأن إيران استثمرت مليارات الدولارات في بناء حزب الله العسكري، بالتزامن مع برنامجها النووي، لضمان دعم المنظمة في حال تعرضها لهجوم. ومع ذلك، لم يستطع حزب الله أداء دوره المنوط به، مع أنه من المنطقي افتراض أن النظام الإيراني المنكوب ضغط عليه للانضمام إلى القتال'.
وأكمل: 'إن قرار حزب الله بعدم التدخل في الحرب نيابة عن إيران أمر مفهوم في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها. فعلياً، لا يزال حزب الله يعاني من الضربات التي تلقاها خلال الحرب مع إسرائيل، ويسعى إلى فترة من الهدوء تسمح له بالتعافي. كذلك، يهتم التنظيم بإعادة تأهيل عناصره وبنيته التنظيمية ومكانته الداخلية، وخاصة قدراته العسكرية. وعلى الرغم من انخراطه في جهود مستمرة لتهريب الأموال والأسلحة، فقد تم
الكشف عن بعض المحاولات عبر سوريا خلال الحرب مع إيران. أيضاً، أصبح التهريب صعباً بشكل خاص منذ انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، مما أدى إلى فقدان العمق الاستراتيجي وحرية استغلال الساحة السورية، إلى جانب جهود قوات الأمن اللبنانية لمنع التهريب عبر المعابر الرسمية'.
وتابع: 'كان من الممكن أن تؤدي المشاركة في الحرب مع إيران إلى استنزاف أصول حزب الله بشكل أكبر، وربما تسببت في دمار واسع النطاق في لبنان – وخاصة بين السكان الشيعة في الجنوب، الذين لم يتعافوا بعد من عواقب حرب حزب الله مع إسرائيل'.
وقال: 'في ضوء ضعف حزب الله والقيود التي يواجهها، يُرجَّح أن يلتزم التنظيم باستراتيجية الاحتواء التي تبناها تجاه إسرائيل. أيضاً، من المرجح أن يلتزم حزب الله بوقف إطلاق النار، مع زيادة الضغط على القيادة اللبنانية لمطالبة إسرائيل والولايات المتحدة بوقف الهجمات الإسرائيلية عليه والانسحاب من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها إسرائيل على الأراضي اللبنانية. يصوِّر حزب الله هذه المواقع على أنها انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، ويستخدمها لتبرير استمرار وجوده كجماعة مسلحة مستقلة. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يواصل التنظيم جهوده لإعادة تأهيل نفسه والاستعداد لمواجهة مستقبلية مع إسرائيل