اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
في ظلّ التحركات السياسية والدبلوماسية المكثّفة، يستعد لبنان لمرحلةٍ مفصليةٍ من التفاوض مع الإدارة الأميركية، مع اقتراب زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا، السفير توماس باراك، إلى بيروت للمرة الثانية. وتأتي هذه الزيارة في سياق الجهود الرّامية إلى وضع آلية متكاملة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بمرتكزٍ أساسيّ هو حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وفي هذا الإطار، يعمل الرؤساء الثلاثة على تنسيق موقفٍ موحّدٍ، عبر لجنةٍ موسّعةٍ تُعِدّ مسودة أولية للردّ على المقترحات الأميركية، مع التركيز على الضمانات المتبادلة، لا سيما من الجانب الإسرائيلي، لتأمين تنفيذ الاتفاق بشكلٍ متوازنٍ يراعي السيادة اللبنانية.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر لبنانية أنّ الرؤساء الثلاثة قطعوا شوطًا استعدادًا للقاء بارّاك في زيارته الثانية لبيروت، والمتوقّعة قبل العاشر من تموز المقبل. ويعتزم الرؤساء مناقشة بارّاك في مضامين الإجابة الأوّلية عن الأفكار التي طرحها في زيارته الأولى لمساعدة لبنان على وضع آليةٍ متكاملةٍ لتطبيق اتفاق وقف النار، وركيزته الأساسية حصرية السلاح بيد الدولة، على أمل أنْ يسبق لقاءاته توصّل رئيس البرلمان نبيه بري إلى إقناع حليفه 'حزب الله' بتبنّيها، شرط أن تتوافر الضمانات الأميركية لتأمين التطبيق على مراحل بالتوازي مع إلزام إسرائيل بتبادل البرمجة لتنفيذها.
وأكدت المصادر أن لجنةً موسعةً تضم ممثلين للرؤساء الثلاثة أُوكل إليها وضع مسودة أولية تشكل الإطار التنفيذي للإجابة عن الأفكار التي طرحها بارّاك. وقالت المصادر لـ'الشرق الأوسط' إنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تولّى شخصيًا رعايتها، وتمثَّل فيها بكل من سفير لبنان لدى فرنسا ربيع الشاعر، وجان عزيز، والعميدَيْن المتقاعدَيْن أندريه رحال وطوني منصور، مقابل انتداب رئيس المجلس النيابي نبيه بري مستشاره السياسي علي حمدان لتمثيله، وتكليف رئيس الحكومة نوّاف سلام مستشارته للشؤون الدبلوماسية السفيرة فرح الخطيب.
كما علمت 'الأنباء الالكترونية' من مصادر موثوقة، أنّ الرد اللبناني كان موضع نقاش تفصيلي خلال اجتماعٍ للممثلين عن الرؤساء في قصر بعبدا، عصر أمس، ويتضمّن 'مطالبة الولايات المتحدة الأميركية، بضماناتٍ لوقف الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس، وإطلاق سراح الأسرى، وترسيم الحدود'، بالإضافة إلى موضوع إعادة الإعمار'، موضحًا أنّ 'اجتماع بعبدا جاء بعد توافق الرئيسَيْن نبيه بري ونوّاف سلام، السبت الماضي في عين التينة، على عددٍ من النقاط 'لا سيما ربط تحديد مهلة سحب السلاح بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب'.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' إنّ هناك رغبة رسمية جامعة في أن يأتي الردّ اللبناني على الورقة الاميركية، متناسقًا ومن دون أي تباينات، ولذلك العمل قائم على صدور هذا الموقف من خلال مجلس الوزراء بعد أن يسبق ذلك مجموعة تفاصيل تُدرج في الورقة، وتقرّ في الحكومة مع أفضلية أن ترتديَ طابعًا تفصيليًا في شأن حصرية السلاح. وقالت إنّ العمل جارٍ لتضييق الهواجس وتفادي أي تباين حتى داخل الحكومة، معلنةً أن الإشكالية الوحيدة التي يُعمل على معالجتها هي السير بالخطوات المطلوبة بشكلٍ متوازنٍ، والمقصود هنا من قبل اسرائيل، وكذلك من قبل حزب الله.