اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٣ نيسان ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين
ينتظر لبنان وصول نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس اليوم الجمعة، لتبيان ما بات معلوما عن الموقف الأميركي المؤيد للمطالب الإسرائيلية لجهة نزع سلاح «حزب الله»، والتفاوض المباشر مع لبنان، في ضوء رفض المسؤولين اللبنانيين «الأمر الواقع» بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
ويبقى السؤال المسيطر في الساعات الفاصلة لوصول المبعوثة الأميركية، حول الظروف التي سترافق محادثاتها مع المسؤولين اللبنانيين، سواء كانت حامية «تحت النار» من قبل الجانب الإسرائيلي، أم باردة من منطلق الاكتفاء الإسرائيلي بتوجيه ضربتين إلى «حزب الله» في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت.
الثابت ان السلطة السياسية اللبنانية وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ستتمسك بحق لبنان المشروع بالمطالبة بخروج الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي احتلها بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله» في 27 نوفمبر 2024.
وقد حصر رئيس الجمهورية التفاوض حول النقاط الحدودية الـ 13 العالقة من مايو العام 2000، تاريخ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان بعد احتلال بدأ العام 1978. وساهمت الاتصالات الجارية محليا ودوليا في تبريد الأجواء المتشنجة بعد الغارات على الضاحية الجنوبية، والتهديد بتغيير المعادلات التي سارت عليها الأمور منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل أربعة اشهر. ونجحت الاتصالات الفرنسية- الأميركية على المستوى الرئاسي في تزخيم الحركة.
وسيسعى المسؤولون اللبنانيون في لقاءاتهم مع المبعوثة أورتاغوس إلى إقناع الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بمضمون الموقف اللبناني الواحد حول تشكيل لجان التفاوض التي تطالب بها إسرائيل ومعها بعض الدول الغربية، وكذلك استئناف اجتماعات لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار المعلق أمرها على نجاح الاتصالات بشأن التفاوض.
في المقابل لبنانيا، نشطت الاتصالات على مختلف الصعد السياسية الرسمية، حيث كان لقاء الأربعاء في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام الذي كان زار أيضا القصر الرئاسي.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء»: «تركز التشاور حول أمرين: الأول تأكيد الموقف اللبناني على تشكيل لجنة واحدة للتفاوض حول تثبيت الحدود البرية القائمة باتفاق دولي منذ العام 1923، والمكرسة باتفاق الهدنة للعام 1949، وعلى ضوئها تتم معالجة النقاط الـ 13 المختلف عليها منذ العام 2000، وتثبيت الحدود بشكل نهائي تمهيدا للانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية، بما فيها المواقع الخمسة التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها بحجة ان وجودها في هذه المواقع، ومنع عملية إعادة الإعمار في القرى الحدودية المهدمة، يحولان دون إعادة «حزب الله» البنية التحتية الخاصة به في تلك البلدات».
أما الأمر الثاني، بحسب المصادر نفسها، فهو «الآلية التي تطالب بها الدول الغربية ومعها إسرائيل لسحب السلاح، والتأكيد على ان إنجاز هذا الأمر يأتي ضمن اتفاق وطني شامل وتجنب تعريض الأمن الداخلي للاهتزاز، وكذلك الاستقرار الأمني للخطر».
وتشير المصادر في هذا المجال إلى «ان نقطة القوة في الموقف اللبناني هي الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار رغم الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت الـ 2000، منذ 27 نوفمبر، مع التشديد على ان الصواريخ التي أطلقت من شمال الليطاني باتجاه الحدود مع إسرائيل مجهولة المصدر، والقوى الأمنية اللبنانية بمختلف أجهزتها تجري تحركا واسعا على خطين لتحديد هوية مطلقيها من جهة، ولمنع تكرار مثل هذه العمليات من جهة ثانية».
رئيس الجمهورية وفي نشاط لافت خارج قصر بعبدا، زار مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ثم مقر المديرية العامة للأمن العام برفقة وزير الداخلية العميد أحمد الحجار. وأكد عون «أن الناس تنتظر من المؤسسات الأمنية تحقيق إنجازات، والمطلوب من هذه المؤسسات تنفيذ مهامها بأخلاقية، من دون التأثر بأي ضغط سياسي أو تدخلات طائفية أو مذهبية».
وتوجه الرئيس عون إلى قيادة وضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي والأمن العام بالقول: «كونوا سفراء لدى الطوائف والسياسيين وليس العكس، حققوا مصلحة قوى الأمن والبلد، وأنا كفيل بحمايتكم اذا ما حصل أي تدخل. ولا تكونوا مرتهنين لأحد، حققوا مصلحة لبنان فقط، ونفذوا القوانين».
وأضاف: «ان لحم أكتافي مع اخوتي هو من قوى الأمن الداخلي، اذ كان والدي رقيبا في قوى الأمن الداخلي، وأدرك تماما مدى الهيبة التي كانت تتمتع بها هذه المؤسسة، وأدعوكم إلى إعادة هذه الهيبة إلى ما كانت عليه، فممنوع السماح بالمساس بها، فهذه مسؤوليتكم، ولا نرغب في إعادة المراحل التي شهدناها أخيرا».
وأشار إلى أن البلد يرتاح عندما يكون الوضع الأمني مستتبا، وعندها يتعزز الاقتصاد وليس العكس.
في الانتخابات البلدية والاختيارية، بدا أن «التيار الوطني الحر» يواجه اصطفافا من أحزاب وقوى وبيوتات سياسية، لكسره في مدن كبرى في محافظة جبل لبنان. وفي معلومات خاصة بـ «الأنباء» ان «التيار» اختار المواجهة في غالبية المدن، وتشدد بشروطه لعقد تحالفات انتخابية بلدية مع شركاء راغبين، على رغم دقة الملف البلدي وحساسية توقيته قبل سنة تقريبا من الانتخابات النيابية.
ومن مدن المواجهة، خوض «التيار» متحالفا مع النائب ميشال المر انتخابات بلدية الجديدة - البوشرية - السد في وجه تحالف يضم «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وابن بلدة الجديدة النائب إبراهيم كنعان. ويدعم «التيار» المرشح جان أبو جودة، فيما اختار الفريق الثاني دعم المحامي أوغست قيصر باخوس حفيد النائب الراحل المشرع القانوني اوغست باخوس.