اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّ 'نهوض لبنان لا يبدأ من الخطابات، بل من القلب، من التجدّد الدّاخلي، من إيمانٍ بأنّ الله لا يزال حاضرًا في تاريخنا. سيزور هيكل وطننا، إذا وجد قلوبًا مستعدّة، مؤمنة ومصلّية'.
وشدّد، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كنيسة السّيدة في الصّرح البطريركي في بكركي، على أنّه 'كم نحن بحاجة إلى لحظة إصغاءٍ وصدقٍ، إلى زمن نهدأ فيه لنعرف ماذا يريد الله منّا. نحن بحاجة إلى وقفة مسؤولة، هادئة، نسمع فيها كلمة الله تدعونا إلى بناء وطنٍ على أسس الحقّ والعدالة والمحبّة'.
وأشار البطريرك الرّاعي إلى أنّ 'الله يدعونا إلى الإصغاء، إلى الصّمت، إلى أن نسمع ما يقوله الرّوح للأوطان، لا للنّفوس فقط'، مركّزًا على أنّ 'لبنان يحتاج إلى مسؤولين يعرفون متى يصغون، ومتى يتكلّمون، لأنّ الكلمة الصّادقة تنبع من قلبٍ عاش التجربة وتطهّر بالألم'.
وأوضح أنّ 'الله يدعونا أيضًا لنكون تهيئةً لوطنٍ جديد، لوطنٍ يسير في طريق العدالة والرّجاء. علينا أن نؤمن أنّ الله، رغم الصّمت الظّاهر، لا يزال يكتب قصته معنا. فمن رحم الانتظار تولد النّهضة، ومن ظلمة اللّيل ينبثق فجر جديد'.
كما لفت إلى أنّ 'إنجيل بشارة زكريا لا يحدّثنا فقط عن ميلاد يوحنا، بل عن ميلاد الرّجاء في زمنٍ يظنّ فيه النّاس أنّ الله صمت. نحن أيضًا كلبنانيّين، نشعر في كثير من الأحيان بأنّ التاريخ توقّف، وأنّ الأمل تأخّر. كزكريا، نخدم بإخلاص، نصلّي وننتظر، لكنّ الوعد يبدو بعيدًا. لكن الله يأتي وهو سيّد التاريخ، ومع ذلك، يأتي صوت الله من جديد ليقول لنا كما قال لزكريا: 'لا تخف، إنّ صلاتك قد سُمعت'.
واعتبر الرّاعي أنّ 'لبنان الّذي تعب من الانقسامات ومن التجارب، يحتاج اليوم إلى روح البشارة هذه، إلى الإيمان بأنّ الله لا يزال يعمل في الخفاء ليهيّئ ولادةً جديدةً لوطنٍ جديد'، مؤكّدًا أنّ 'وحدها الكلمة الّتي تخرج من قلبٍ مؤمنٍ ومن روحٍ مصغٍ، قادرة على أن تبني الوطن وتجدّد الحياة فيه. بشارة زكريّا هي بشارة لنا اليوم تقول أنّ الله لا ينسى، وأنّ الإيمان لا يخيّب'.











































































