اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، «اننا عملنا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون على إعادة وصل لبنان بالعالم العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة»، مشيرا ان «رؤية الحكومة تقوم على ركائز عدّة وهدفنا إعادة بناء الدولة على أسس الكفاءة والإنتاجية وتحفيز الاستثمار»، معتبرا ان شركة «طيران الشرق الأوسط» أثبتت ان «مؤسساتنا تستطيع أن تنجح حين تقوم على المهنية والمسؤولية فتتحرر من منطق الزبائنية والولاءات الفئوية».
كلام سلام جاء في كلمة له في احتفال شركة طيران «الشرق الأوسط الميدل إيست»، لمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيسها، وقال: «ولدت الميدل إيست في لحظة تاريخية مليئة بالتحوّلات. كانت سنوات الأربعينيات زمن تحوّل عالمي، ولم يكن الطيران مجرد وسيلة نقل، بل رمزا للتقدّم ومجالا جديدا لا يدخله إلّا من يملك الرؤية وشجاعة المبادرة».
وتابع سلام: «هذه هي بالضبط روح لبنان التي عبّرت عنها الشركة منذ لحظتها الأولى: بلد لا ينتظر الظروف، بل يخلقها، بلد يريد أن يكون رائدا في محيطه وحاضرا في العالم، لا هامشا فيه، حتى الاسم الذي حملته، «طيران الشرق الأوسط»، كان إعلانا عن طموح أكبر من حدود الوطن. لم تحمل الشركة اسم بيروت أو لبنان، بل اختارت أن تمثل الشرق الأوسط بأسره».
وأردف: «كان عمي صائب (الرئيس صائب سلام)، صاحب المبادرة وأول رئيس لمجلس إدارة الشركة، في سنوات كان فيها تأسيس شركة طيران في لبنان مغامرة تشبه تأسيس البلد نفسه، ومن الرعيل الأول بقي والدي، عبد الله سلام، عضوا في مجلس إدارة الشركة حتى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وفي مرحلة لاحقة تولى ابن عمي سليم سلام رئاسة مجلس الإدارة في أصعب الظروف، وسعى لتبقى فيه الشركة محتفظة بوجودها وروحها».
وتابع: «لم تكتفِ الميدل إيست بأن تكون مرآة لصورة لبنان في الخارج، بل أصبحت عنصرا ثابتا في هوية اللبنانيين أنفسهم، وحين يتذكّر اللبنانيون لحظات الحرب والعزلة، يتذكرون كيف بقيت الميدل إيست صلة الوصل الوحيدة بينهم وبين العالم.
تاريخ الميدل إيست ليس مجرد تسلسل زمني لمحطات اقتصادية أو إدارية، بل هو سيرة مقاومة مدنية طويلة، توازي في معناها مسيرة لبنان نفسه في مواجهة الأزمات».
أضاف سلام: «في عام 1969، كانت الضربة الأولى الكبرى. خلال الغارة الإسرائيلية على مطار بيروت، دمّر أسطول الشركة بكامله تقريبا. مشهد الطائرات المحترقة في أرض المطار كان يمكن أن ينهي أي شركة، لكن الميدل إيست، بدل أن تنهار نهضت من الرماد، أعادت تنظيم نفسها، واستأنفت عملياتها خلال فترة وجيزة، لتتحوّل تلك الكارثة إلى بداية فصل جديد من الصمود والتحدّي.
ثم كانت الحرب عام 1975، وبعدها واحدة من أصعب المراحل التي عاشتها البلاد وصولا الى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. توقف المطار مرارا، وتعطّلت حركة الملاحة، وتعرض العاملون للخطر المباشر، وخطف بعضهم وقتل آخرون.
ومع ذلك، صمدت الشركة، بل تحوّلت إلى عائلة كبيرة متماسكة، جمعت بين الشجاعة والانضباط والوفاء».
وأكمل: «وجاءت حرب عام 2006 لتضيف امتحانا جديدا: توقف المطار مجدّدا، وتضررت منشآت الشركة، لكنها كانت بين أوائل القطاعات التي استعادت نشاطها فور وقف النار.
أما الحرب الأخيرة في عام 2024، فكشفت مجدّدا معنى الصمود حين يصبح خيارا وحيدا للحياة. فقد استمرت طائرات الميدل ايست تقلع وتهبط من مطار بيروت. وفيما كانت السماء نفسها تبدو مهدّدة، راحت ترتسم على وجوه الطيارين والمضيفين والفنيين معاني الشجاعة الهادئة».
وأكد رئيس الحكومة ان «الميدل إيست أثبتت أن مؤسساتنا تستطيع أن تنجح حين تقوم على المهنية والمسؤولية فتتحرر من منطق الزبائنية والولاءات الفئوية».
وأوضح ان «رؤية الحكومة التي أتشرّف برئاستها تقوم اليوم على ركائز شبيهة: فهدفنا هو أن نعيد بناء الدولة اللبنانية على أساس الكفاءة والإنتاج، وأن نحفز الاستثمار ونشجع على الشراكة بين القطاع العام والخاص، وأن نفتح المجال أمام جيل جديد من الرياديين والمبدعين ليصنعوا قصص النجاح المقبلة. ولذلك أطلقنا مبادرات لتحديث الإدارة ومكننتها، ولتأسيس وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما عملت مع رئيس الجمهورية على إعادة وصل لبنان بالعالم العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة. وكذلك عملنا على إعادة بناء الثقة بالدولة عبر الاصلاح المؤسساتي كما في استعادة السيادة وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية».
وقال: «إن ما نحتفل به في ذكرى تأسيس الميدل إيست، إنما هو دعوة إلى استعادة الثقة بالمستقبل، وبقدرات أبناء وطننا».
وتوجه سلام إلى عائلة طيران الشرق الأوسط قائلا: «أنتم وجه لبنان الحديث، أنتم المثال الذي نريده في المبادرة، والابتكار، وبناء المؤسسات والفخر بها».
وختم: «كل التحية، الى Chairman محمد الحوت الذي عرف كيف يحلّق بأجنحة الأرز من عالٍ الى أعلى في أشدّ الأيام وأصعبها».











































































