اخبار لبنان
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٦ أيلول ٢٠٢٥
تحل الذكرى هذه السنة ومعها تساؤلات لا تنتهي حول وجود البلاد ومستقبلها بخاصة في ظل احتلال قوات إسرائيلية لقرى في جنوبه
في الأول من سبتمبر (أيلول) من كل عام، يستعيد اللبنانيون ذكرى إعلان 'لبنان الكبير' عام 1920، اللحظة المفصلية التي ولدت فيها الدولة بحدودها الحالية تحت الانتداب الفرنسي. مناسبة تحمل في طياتها مزيجاً من الرمزية التاريخية والأسئلة المعلقة حول الهوية الوطنية والوحدة وتحديات العيش المشترك.
وبينما تتبدل الأزمنة وتتعاقب الأزمات، يبقى هذا التاريخ محطة للتأمل في مسار 100 عام من الطموحات والخيبات، ومن البحث الدائم عن صيغة دولة تستجيب لتطلعات أبنائها.
فيما تحل الذكرى هذه السنة ومعها تساؤلات لا تنتهي حول وجود لبنان الكبير كما كان، بخاصة في ظل احتلال قوات إسرائيلية لقرى في جنوبه، وحديث إسرائيلي ليس عن انسحاب قريب، بل عن إنشاء منطقة عازلة في المستقبل، كذلك خرجت تقارير للتحدث عن منطقة اقتصادية أميركية تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب في جنوب لبنان.
يقول المؤرخ والمتخصص بالتاريخ السياسي عماد مراد في مقابلة صوتية مع 'اندبندنت عربية' إن إعلان دولة لبنان الكبير أتى كنتيجة لحلم مجموعة من اللبنانيين أرادت لهذا الكيان أن ينشأ، وعلى رأسهم البطريرك الماروني السابق إلياس الحويك، وهذا الكيان تحقق في الأول من سبتمبر عام 1920 بعد استرجاع عدد من المناطق وضمها مجدداً إلى متصرفية جبل لبنان، وهي كانت سلخت عن جبل لبنان عند إعلان قيام المتصرفية عام 1861.
ويتابع 'اليوم يكثر الحديث عن أن إسرائيل تريد أن تبقى في الجنوب وتحتله، فيما هي تدخل بالفعل كل يوم وتفجر منازل وتعتدي على الأرض والبشر، وسط كلام عن نيتها إنشاء منطقة عازلة، ناهيك عن تقارير أخرى تتحدث عن منطقة اقتصادية أميركية، ما يعني وجود لبنان الكبير كما نعرفه على المحك'، ويضيف معتبراً أن كل هذا الكلام وعلى رغم أهميته يبقى كلاماً إعلامياً وسط صراع سياسي مستجد في لبنان.
ويقول مراد 'إسرائيل العدوة دائماً لديها أطماع في لبنان وفي دول أخرى في المنطقة، وهذا ليس بالأمر الجديد فهي تسعى للسيطرة وبسط نفوذها على الآخرين، ولكن الحديث عن ضم الجنوب لإسرائيل فهذا حديث إعلامي'، مستذكراً ما يقوله المحللون العسكريون منذ عقود وتحديداً منذ عام 1968 وحتى عام 2006 وصولاً إلى اليوم، عن أننا نحن من أتينا بالإسرائيلي إلى أرضنا من خلال الحروب التي شنت.
'الدولة اللبنانية لن تتخلى عن شبر من أرض الجنوب'، يؤكد المؤرخ عماد مراد مشدداً على أن اللبنانيين وعلى رغم اختلافاتهم وتنوعهم الطائفي، لكنهم جميعاً لن يقبلوا أن يتخلوا عن شبر أرض لبنانية وسط تمسك واضح وقوي بدولة 'لبنان الكبير'.