هكذا تم إحراق مكب بشنين.. والقبض على الفاعل!

كتبت حسناء سعادة في 'سفير الشمال'

منذ اللحظة الاولى التي اندلعت فيها النيران في مكب النفايات في بشنين بدا ان الحريق بفعل فاعل لاسباب عديدة، منها ان النيران اندلعت فجأة وبقوة كبيرة ما دفع الى الاستنتاج بان مواداً حارقة ألقيت على المكب وفي عدة أمكنة لاسيما من أسفله، وما عزز هذا الاستنتاج انه لو كان الحريق بفعل الطبيعة او المواد المكدسة لما اندلع في اماكن مختلفة من المكب ولما كان اشتعاله بكامله تم بهذه السرعة.

هذا الاستنتاج الذي تبعه اخذ ورد واستثمر في السياسة تحول الى يقين مع اعتراف العامل السوري عماد الكنجي الذي يعمل لدى مختار بلدة بشنين ريمون حبوق، بأنه هو من قام باشعال المكب.

اما كيف تم القاء القبض على الكنجي فتشير مصادر لـ”سفير الشمال” ان احد المارة على طريق بشنين لاحظ امامه دراجة نارية القت زجاجة حارقة او ما يسمى قنبلة مولوتوف على اكوام من النفايات عند جانب الطريق، ما ادى الى اشتعالها على الفور فقام بتتبعه ليراه أيضاً يقوم بالقاء زجاجة ثانية على اكوام اخرى تبعد عن الاولى نحو خمسمئة متراً فما كان منه الا أن أبلغ حاجز الجيش اللبناني في المنطقة والذي بدوره اوقف صاحب الدراجة النارية وعمد الى التحقيق معه، فاعترف بفعلته وبقيامه ايضاً باحراق المكب عمداً وبشكل مقصود وبايعاز من رب عمله فتم توقيفه وتوقيف المختار حبوق الا انه عاد وانكر اشتراك حبوق في عملية الاحراق غير ان التحقيق مستمر لكشف المتورطين والمحرضين.

فور اندلاع الحريق سارع رئيس بلدية داريا – بشنين المحامي حميد هدوان الى رفع دعوى ضد مجهول ليقينه ان النار اندلعت بفعل فاعل، تلاه فور القاء القبض على الفاعل دعوى مباشرة من اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة المهندس بسام هيكل ضد كل من يظهره التحقيق فاعلاً او شريكاً او محرضاً او متدخلاً في احراق مكب نفايات بشنين.

ولفت رئيس الاتحاد المهندس بسام هيكل في نص الدعوى التي قدمتها المحامية سوزان ساسين الى انه وبنتيجة الإستقصاءات والتحريّات والخبراء، تبيّن أنّ الحريق في المكبّ هو مفتعل ومقصود وربما كان الهدف منه إثارة القلاقل طمعًا في ربح سياسي أو شعبي أو ما شابه.

وقد تمت احالة الدعوى الى المراجع المختصة للتوسع بالتحقيق بعدما تم توقيف الفاعل واعترف بقيامه باحراق المكب.

يقال في الاوساط الاهلية ان هناك ضغوطات لحرف مسار التحقيق ولكن بالمقابل هناك ثقة بالقضاء المختص وبمتابعة المعنيين لهذا الملف البيئي، متمنية ان يكون التحقيق شفافا وبعيدا عن التدخلات السياسية لاسيما ان الجنكي اعترف بأنه قام بإشعال المكب عمدًا في مواقع مختلفة بايعاز من رب عمله.