اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
تتحضّر قرى وبلدات راشيا لخوض الانتخابات البلدية ضمن تنافس عائلي في معظم البلدات، إلا أن أعنف المعارك تشهدها بلدة القضاء راشيا بين لائحة من التغييرين ولائحة مدعومة حزبياً ممثّلة برئيس البلدية الحالي.
بالمبدأ، فإن الاستحقاق البلدي إنمائي بحت، إلا أنه يعكس التوازنات الحزبية والسياسية على المستوى المحلي، وقد يكون مؤشراً على المزاج العام للناخبين تجاه الأحزاب في المناطق، فلا تخفى على أحد شدّة المعركة في بلدة راشيا بين لائحة 'معاً لراشيا أحلى'، يقودها رئيس البلدية الحالي السيد رشراش ناجي ونائبه جو سعد، وتحظى بدعم 'الحزب التقدمي الاشتراكي'، و'التيار الوطني الحر' ولائحة ،'راشيا تستحق'، يتزعمها الشيخ سهيل القضماني والتي تواجه تحديات بعد انسحاب عضوين مسيحيين منها، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت هذه اللائحة منذ تشكيلها إلا أنها أصرت في المضي بالمعركة الانتخابية.
ظاهرياً المعركة 'بلدية' إنما نتائجها ستحدّد التوّجه السياسي المستجد وما سينتظرها في الانتخابات النيابية المقبلة.
فإذا كانت لصالح لائحة التغيير ستؤشر لوجود تغيير كبير في موازين القوى في هذه المنطقة، التي تحمل خصوصية بالنسبة لطائفة الموحدين الدروز والزعامات السياسية المعروفة. وأشارت مصادر مطلعة إلى وجود 'عتب'، داخل المجتمع الدرزي في راشيا، لا سيما عند 'المشايخ'، بشأن تصريحات سياسية معيّنة تتخطى حدود لبنان، فهل سينعكس هذا 'العتاب' داخل صناديق الاقتراع؟
'أما البلدات المحيطة، فأغلبها يشهد معركة عائلية بامتياز ضمن الخط السياسي نفسه، إذ إن الأغلبية في راشيا تتبع 'الحزب التقدمي الاشتراكي'. إلا أن بعض البلدات تشهد انقساماً سياسياً واضحاً، يتخلله تحالفات مع جهات حزبية أخرى. ففي بلدة عيحا، تحالف 'الحزب التقدمي الاشتراكي' مع النائب السابق فيصل الداوود، أما في عين عطا، فتحالف الحزب نفسه مع لائحة من الحزب 'السوري القومي الاجتماعي'، ليواجه الحزبان لائحة المستقلين'.
أما بقية القرى، فتشهد منافسات عائلية، يحاول فيها 'الحزب الاشتراكي' التدخل لصالح التوافق ومراعاة جميع الأطراف كونها تصب في التوجه السياسي نفسه، إضافة لعدم التصادم مع الشباب والجيل المستقل الذي يتحضر للمعركة بنفَس تغييري غير حزبي.
في المقلب الآخر، كان 'للصلح مطرح' وبعيداً عن المعارك فقد فازت، في قضاء راشيا، بلديات، ينطا، مذوخا، بكا، عين عرب، الحوش وكفرمشكي، بالتزكية، إضافة إلى مخاتير بلدات، سلساتا، كفرمشكي، مذوخا، عين حرشا، عين عرب، دير العشاير، بكا والحوش. وتضم راشيا 26 بلدية يتراوح عدد أعضاء مجالسها بين تسعة و15 عضواً، أكبرها في البيرة، الرفيد، خربة روحا، راشيا، وعيحا.
غداً، ستكون قرى 'وادي التيم' على موعد مع انتخابات محتدمة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، فكثير من المفاجآت ستكون بانتظار أهالي المنطقة، لسرعة التحولات والتطورات المحلية والإقليمية. لكن من المؤكّد، أن نتائج الاستحقاق البلدي، ستفرز مؤشّرات قد ترسم مشهداً جديداً للخريطة السياسية وتوزيع القوى، في المستقبل القريب والبعيد، لا سيما في الانتخابات النيابية المقبلة.