النجمة والأنصار يدشِّنا عودة المدينة الرياضية

سيكون ملعب المدينة الرياضية في بيروت، مسرحاً لمواجهة من العيار الناري بين قطبي كرة القدم اللبنانية، النجمة حامل لقب بطولة لبنان والانصار المتصدر الحالي للدوري، في مباراة اعادة افتتاحها برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون وبحضور رئيس الحكومة نواف سلام.

ومواجهة الديربي بين الغريمين التقليديين، تنطلق عند الخامسة الا ربعاً من عصر اليوم الجمعة، ويرتقب ان تكون جماهيرية، بغض الطرف عن ترتيب الفريقين حالياً، فمنصات مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت ما بين جماهير الناديين على وقع المباراة، ولا سيما ان تنافساً من نوع اخر يدور بين الجمهورين، حيث ينكب الانصار على حشد مناصريه في سبيل دعم اللاعبين لعدم التفريط بالصدارة، ويريدون تأكيد ان لديهم المقدرة على شغل مساحة واسعة من مدرجات الملعب.

اما النجماويون فلهم بدورتهم استراتيجيتهم لإثبات انهم ومهما تكالبت الظروف على نادٍ احبوه بشغف، لديهم القدرة على تأمين سيل يواكبه بلا اي تردد، بدليل المبادرات الفردية التي تعمل لصنع لوحة رائعة على المدرجات.

وستكون هذه المباراة الأولى التي تُقام على أرضية ملعب المدينة منذ عام 2019، بعد سنوات من الإغلاق والإهمال، وأبعد العاصمة عن نبض المباريات الكبرى، مباراة الجمعة لن تكون مجرّد لقاء كروي، بل هي احتفال بالعودة، وبإصرار الرياضة اللبنانية على النهوض من تحت الركام. إنها لحظة تتجاوز الأهداف والنقاط، وتعيد للرياضة مكانتها في الذاكرة الجماعية.

ويُعد اعادة افتتاح المدينة الرياضية محطة مفصلية بمسار استعادة لبنان لدوره الرياضي الوطني، إذ تعود هذه المنشأة العريقة لتمنح اللبنانيين مجددًا مساحة جامعة تجسّد الروح الرياضية والوحدة الوطنية.

تأسست المدينة عام 1957، ثم أعيد بناؤها في العام 1997 في عهد الانماء والإعمار تحت قيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتكون رمزًا للنهوض بعد الحرب، ومنذ ذلك الحين باتت معلمًا رياضيًا بارزًا في قلب العاصمة بيروت.

تتّسع المدينة لحوالي 55 ألف متفرج، ما يجعلها الأكبر في لبنان، واحتضنت على مدى العقود الماضية أبرز المحطات الرياضية في تاريخ البلاد، من بينها دورة الألعاب العربية عام 1997، والافتتاح الرسمي لبطولة كأس آسيا عام 2000، والالعاب الفرنكوفونية في الـ2009.