اخبار لبنان
موقع كل يوم -الصدارة نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
كتب د.حمزة عمر حمية لموقع الصدارة نيوز
في مشهد سياسي يترقبه الشارع اللبناني منذ سنوات، بدأت ملامح عودة تيار المستقبل إلى الحياة السياسية تتضح تدريجيًا مع اقتراب الاستحقاق النيابي في العام 2026، لتعيد رسم المشهد الذي غاب عن الساحة منذ قرار التعليق السياسي عام 2022.
وجاء تصريح الوزيرة والنائبة السابقة السيدة بهية الحريري بالمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة كرسالة واضحة تعبّر عن نبض قواعد التيار وحرصه على استعادة حضوره السياسي، لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد. فالسيدة بهية الحريري، بصفتها أحد الأعمدة الراسخة في العمل البرلماني والخدماتي، لا تمثل فقط مدينة صيدا، بل تمثل مدرسة الحريرية الوطنية التي امتدت من الجنوب إلى كل لبنان.
ولم يكن هذا الإعلان معزولًا عن السياق، إذ سبقه تصريح لافت في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2025 ، حين أوحى الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة في 2026، منهياً بذلك حالة الترقب التي سيطرت على الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء.
وفي ذات السياق، جاء تصريح الأمين العام لتيار المستقبل، الشيخ أحمد الحريري، ليؤكد أن قرار العودة إلى ساحة الانتخابات النيابية ليس مجرد خيار شخصي، بل مسؤولية وطنية كبرى تتطلب مشاركة فاعلة في صناعة مستقبل لبنان. فوسط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون، يُعتبر خوض الانتخابات واجبًا وطنيًا ورسالة تضامن مع المواطنين الذين يعولون على قيادتهم لإحداث التغيير المنشود. وبهذا، يُثبت تيار المستقبل، عبر قادته وأعضائه، أن المعركة الانتخابية تمثل فرصة للحفاظ على المبادئ والقيم التي تأسس عليها، والعمل على استعادة الاستقرار والازدهار.
إنها عودة تحمل في طياتها صرخات الناس الذين لم يتوقفوا يومًا عن المطالبة بعودة دور التيار وفاعليته في صناعة القرار. إن تصريح السيدة بهية الحريري والشيخ أحمد الحريري ليسا سوى استجابة حقيقية لهذه النداءات الشعبية، ويحملان مسؤولية وطنية تُلزم القيادات بالمشاركة الجدية والفعالة في الاستحقاق النيابي المقبل. فالمشاركة ليست خيارًا سياسيًا فحسب، بل واجب وطني يجدد الأمل بلبنان القادر على النهوض من أزماته.
ومع هذه المستجدات التي تعبّر عن رغبة شعبية حقيقية في عودة التيار واستعادة دوره، تبرز كلمات الشيخ سعد الحريري التي قالها في ذكرى استشهاد والده ، 'كل شيء بوقته حلو'، لتؤكد أهمية التوقيت المناسب في مسيرة العودة السياسية، وتطرح السؤال: هل باتت لحظة عودة الشيخ سعد الحريري إلى الساحة السياسية قريبة، ليعيد مع تيار المستقبل دوره المحوري في قيادة لبنان نحو مستقبل أفضل؟