اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل…
غنوه دريان .
بات المخرج والمؤلف بيتر ميمي من بين صنّاع قليلين كضمانة للعمل على المشروعات الفنية الأضخم تكلفة إنتاجية. نجح الرجل جماهيرياً في مسلسلات مثل 'الحشاشين' و'كلبش' وسلسلة 'الاختيار' وغيرها. كما نجح في شباك التذاكر كذلك. لديه بعض التكنيك الذي تطور بشكل يسترعي الإعجاب والإشادة. لكن يبدو أنه في أغلب الأحيان يخونه هوسه الشديد بالتوفيق بين قصص شديدة التعقيد تاريخياً ودرامياً وبين صناعتها شعبوياً، مما يجعله يُسقط منطق صناعتها الذي يحتاجه الجمهور للتورط في القصة.
'المشروع إكس' يحكي عن عالم آثار يعمل على مشروع متعلق بالطاقة في غرفة سرية بالهرم الأكبر. لديه شعور باطني أن الهرم قد بُني لأسباب أكبر من كونه مقبرةً. وسرعان ما يدخل بعدها في صراع مع منظمة دولية غامضة تحاول إخفاء المعلومات التي يبحث عنها. يتابع بيتر في قصته التي أخرجها صناعة شرير مجهول لا يفهم الجمهور تماماً منطقه أو سياقه أمام بطل (كريم عبد العزيز) لا يصدقه أحد.خطاب 'المشروع إكس' هو حكاية تتغزّل في بلد عريق يحارب كيانات غامضة لا يعلم الجمهور عنها شيئاً. الضمانة الوحيدة هي تصديق بطلنا أو مجرد التعاطف معه. هنا بطل مستعار صالح للجميع. ينتصر في كل معاركه لقوة إيمانه ليس لمنطق القصة. يهرب من مافيا خفية تفوق قوته. يذهب إلى السلفادور ويخدع عصاباتها هناك لسرقتهم. يغطس في أعماق المحيط الهادي للحصول على بردية مدفونة قبل عشرات السنوات. لدى بيتر ميمي إمكانات بصرية هائلة يحسن استغلالها كل مرة أفضل من سابقتها، لكنه لا يهتم كثيراً بمنطق ذلك خطابياً. يسرح مثلنا في تخيّل بطلٍ يمكنه تحقيق تلك الأمنيات على الشاشة.
الملاحظة الفنية التي يصعب كتمانها في 'المشروع إكس' تبدو في تفوق مثالي للأدوار الثانية في العمل على الأبطال، إذ قدّم الثلاثي أحمد غزي ومصطفى غريب وكريم محمود عبد العزيز، أداءاتٍ مذهلة رغم قلة ظهورهم مقارنة بالأداءات المتواضعة من أبطال العمل (ياسمين صبري وإياد نصار).