اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، إلى 'أننا نضع القوانين والأنظمة والطقوس لكي تساعدنا على السلوك في المحبّة، لكن متى أصبحت هذه القواعد حجابًا يفصلنا عن رؤية وجع الإنسان والعمل على تحريره، فإنّها تفقد معناها وتصبح عبادة أوثان وعادات صنميّة خالية من الروح'.
ولفت، خلال ترؤسه الليترجيا الالهية بمناسبة عيد القديس نقولاوس في كنيسة القديس نقولاوس في صيدا، إلى 'أننا نقف اليوم أمام مائدة الكلمة لنستمدّ غذاءنا الروحيّ من نصّين مقدّسين يضيئان تفكيرنا في هذه الفترة التي نستعدّ فيها لعيد الميلاد المجيد: رسالة بولس الرسول التي تدعونا إلى السلوك كأبناء للنور، وإنجيل لوقا الذي يكشف لنا عن حرّية المحبّة التي تحرّر الإنسان من عبوديّة الحرف والجمود'.
وشدد العبسي على أنّ 'المبدأ المسيحي الحاكم هو أنّ مجد الله يكمن في خلاص الإنسان، وأنّ كرامة الإنسان هي الغاية التي يجب أن تخدمها جميع القوانين والأنظمة البشريّة والكنسيّة'.
وأضاف: 'المسيحيّ الذي يسلك كابن للنور يسعى لمجد الله من خلال البحث عن خير الإنسان، وليس من خلال تطبيق قوائم جافّة من الممنوعات والمسموحات'، و'إنّ سيرة القدّيس نقولاوس تجسّد هذا المزيج من نور الإيمان وحريّة الروح'.
وتابع العبسي: 'ها نحن اليوم نكرّمه، قائمين في كنيسته في مدينتنا صيدا، في كاتدرائيّة القديس نقولّاوس. هذه الكنيسة التي هي استمرار للكاتدرائيّة الأثريّة القديمة هي رمزٌ وعنوان لأبرشيّة صيدا التي لها دور كبير وفاعل في تاريخ كنيستنا الملكيّة بصمودها وتمسّكها بعقيدتها. لقد مررتم بصعوبات وواجهتم تحدّيات بيد أنّ هذه على الرغم من ثقلها في أكثرَ من مجال لم تَفُتَّ عضُدكم ولم تقطع الرجاء الساكنَ فيكم فلبثتم تحملون الشهادة الإنجيليّة فيما بينكم وفيما حولكم فرحين بأن تكونوا ملح الأرض وخميرة العجين ونور العالم على نحو ما صوّرنا السيّد المسيح نفسه'.
وأضاف: 'كما حرّر المسيح المرأة من انحنائها، يجب أن يتحرّر أبناء الكنيسة من انحنائهم أمام الخلافات البشريّة، وأن يواصلوا العمل والصلاة من أجل وحدتهم الكاملة'.
وقال العبسي: 'لا يسعنا إلّا أن نفكّر بغنى مدينة صيدا وعراقتها التاريخيّة وبعيش أبنائها الواحد مع الآخر، المسيحيِّ مع المسلم، من خلال الجيرة والصداقة والزمالة، حاملين هموم هذه المدينة معًا وساعين يدًا بيد لتطويرها وتنميتها'، مضيفًا: 'لنُبقِ أعيننا شاخصة إلى وحدة أبناء هذه المدينة، فنعملَ على هدم كلّ جدار تقسيم روحيّ أو مذهبي يفصل الإنسان عن أخيه الإنسان'.











































































