اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم يكن أحد يتخيّل أن تتحول فكرة «عرس داخل مغارة جعيتا» إلى واقعٍ يثير النقاش في لبنان.
قبل ثلاث سنوات فقط، كان المهندس المعماري والفنان الرقمي إيليو عطالله قد أطلق مشروعاً تخيلياً ضمن حملة ترميمٍ فنيّة، صمّم خلالها رؤى مستقبلية لمواقع لبنانية أثرية مثل مغارة جعيتا وقلعتي بعلبك وجبيل.
المشروع كان افتراضياً بالكامل، يهدف إلى إحياء التراث بطريقة مبتكرة من دون المساس بالمواقع الأثرية، ضمن روح حملة وزير السياحة وليد نصار 'أهلاً بهالطلة' بالتعاون مع مبادرة Live Love Lebanon.
لكن المفاجأة أن الخيال صار واقعاً. فقد أقيم فعلاً حفل زفاف داخل مغارة جعيتا للعروسين سارة شماس والكسندر ويدمان في مشهدٍ لم يشهده لبنان من قبل: العروسان يسيران بين المياه المتلألئة، الشموع والورود تضيء الممرات، والموسيقى تعانق أصداء الصخور القديمة. مشهد وصفه البعض بأنه 'عرس الأحلام'، فيما رآه آخرون تجاوزاً خطيراً على أحد أهم المعالم الطبيعية في العالم.
الصور والفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشعلت الجدل. فبينما انبهر كثيرون بجمال المشهد، تساءل آخرون عن الجهة التي سمحت بهذا الحدث في موقعٍ مصنّف كـ'ثامن عجائب الدنيا'، يُمنع فيه عادة إدخال الهواتف أو تشغيل الفلاش حفاظاً على التكوينات الصخرية التي تشكّلت عبر ملايين السنين.
وسرعان ما تحوّل الإعجاب إلى عاصفة انتقادات بيئية وإعلامية، إذ اعتبر ناشطون أن ما جرى يمسّ التراث الوطني ويحوّل المرفق العام إلى مسرح خاص لمناسبات محدودة، متسائلين عن غياب المراقبة والمحاسبة، وعن منح الإذن بإقامة الحفل في مكان يخضع لإشراف وزارة السياحة.
أما عطالله، فكان ذكّر عبر صفحاته بأن مشروعه الأصلي كان تصوّراً فنياً رقمياً لا يمس الواقع'.
هكذا، بين الحلم والجدل، تحوّل 'عرس جعيتا' إلى قصة لبنانية جديدة تختصر التناقض بين اللبنانيين.











































































