اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بعد ظهر اليوم الأربعاء في السرايا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء: 'زيارة دولة الرئيس اليوم تندرج ضمن سلسلة الزيارات الدورية التي أقوم بها، بهدف مناقشة التطورات الراهنة ومتابعة المسار المشترك نحو ترسيخ السيادة والإصلاح، وهو الهدف الأساسي الذي يضعه هذا العهد وهذه الحكومة في صلب أولوياتهما.
نرى اليوم كيف أن عودة الدولة تبعث الأمل في نفوس اللبنانيين. لقد اشتقنا إلى رئاسة حكومة تشكّل محوراً للحراك الوطني، واشتقنا إلى قصرٍ جمهوري يضجّ بالحياة ويجمع الناس، إلى إجراء الانتخابات البلدية، وإلى مظاهر الدولة التي تعيد إلى مؤسساتها هيبتها.
نريد دولة فاعلة، ودينامية تعيد للبنان مكانته، والعلاقات اللبنانية-العربية إلى زخمها الطبيعي، مع عودة الأشقاء العرب إلى لبنان في موسم صيفي واعد يحمل معه تحريكاً للاقتصاد والسياحة. هذا الزخم الذي نشهده هو جزء من النتائج التي نطمح إليها على مستوى الوطن، لأنه آن الأوان للبنانيين أن يستعيدوا الأمل، والازدهار، والاستقرار.
لكن التحدّي الحقيقي الذي نواجهه جميعاً هو أن لا يكون هذا الاستقرار مؤقتاً، بل دائماً. أن لا يكون الازدهار ظرفياً، بل مستداماً. أن لا تكون عودة الدولة مجرد لحظة، بل عودة راسخة.
ولهذا، يجب أن نواصل العمل على تطبيق الاتفاقات الدولية، من اتفاق الطائف إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لضمان أن يُسلَّم كل سلاح خارج إطار الدولة إلى الدولة اللبنانية. وإلّا نكون نهدر فرصة استثنائية أمام لبنان لبناء دولة تحتضن جميع أبنائها.
ومن جهة موازية، لا بدّ أن نستكمل مسيرة الإصلاح التي بدأت هذه الحكومة بوضع ركائزها. هذه المسيرة تتطلب تحمّل مسؤولية الخيار الثالث في الإصلاح: خيار يتجاوز أولئك الذين يريدون الإبقاء على الوضع القائم، ولو على حساب المودعين والاقتصاد، ويتجاوز أيضاً من يسعى إلى التخريب من خلال المزايدات.
لا، نحن نختار الخيار الثالث، الخيار الجاد والمسؤول، الذي يجمع بين السيادة والإصلاح، لأن لا إصلاح من دون دولة قوية، ولا استقرار من دون أن يكون مستداماً، ولا إصلاح من دون سيادة، لأن الإصلاح من دون سيادة هو وهم.
هذا الخيار الثالث هو الذي يقارب الأمور من منظور شامل، يجمع بين الإصلاح الاقتصادي، وإصلاح القطاع العام، والمالي والنقدي.
هو خيار يصرّ على الإصلاح من جهة، وعلى ترسيخ السيادة من جهة أخرى. ولهذا، نحن إلى جانب هذه الحكومة، إلى جانب هذا العهد، نكمل الطريق معاً كمسؤولين، حتى يتحوّل ما نعيشه اليوم من فرصة إلى حقيقة ثابتة، لا مجرّد لحظة عابرة'.