اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
ألقى رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، كلمة، في القمة العربية الـ 34 المنعقدة في بغداد.
وجاء في نص الكلمة 'اسمحوا لنا بداية ان نعرب عن بالغ الشكر والتقدير لأشقائنا في العراق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي يعبر عن أصالة هذا البلد، وعراقة شعبه، مهنئين فخامة الرئيس على ترؤس أعمال هذه القمة، ومتمنيين له التوفيق في إدارتها في ظل ما تشهده منطقتنا من تحديات كبيرة ومصيرية، كما اود باسمي وباسم لبنان أن اشكر العراق ايضا، شعبا وقيادة، على وقوفه الى جانب لبنان في أصعب الظروف، ودعمه المستمر له.
كما ونتقدم بالشكر الى مملكة البحرين الشقيقة على جهودها المقدرّة خلال الدورة المنصرمة، والامتنان موصول للأمانة العامة لجامعة الدول العربية على عملها الدؤوب لعقد وانجاح هذه الاجتماعات'.
وتابع أننا 'نجتمع اليوم، وقد افتتح لبنان، صفحة جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة وحازمة تلتزم الاصلاح في مختلف المجالات، وتقوم على فرض سيادة الدولة للبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، وتؤكّد على أنّها وحدها تمتلك قرار السلم والحرب. وبقدر ما ان ثنائية الإصلاح والسيادة هي مسؤولية لبنانية، أولاً واخيراً، فان مواكبة الاشقاء العرب ودعمهم لنا في هذه المسيرة لهو عامل اساسي في انجاحها، ونقدره اعلى تقدير'.
وأضاف أن 'الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١ تنفيذاً كاملا، انطلاقاً من التزامها بالشرعية الدولية ومن تمسكها باستعادة سيادتها وتعزيز أمنها وحرصها على إعادة الاعمار، كما ان العالم قد شهد على التزام لبنان ببنود وقف الاعمال العدائية الذي دخل حيزّ التنفيذ في تشرين الثاني، الا اننا لا نزال نعاني من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع في اراضينا ومن الخروقات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا، واعاقة عودة المواطنين الى بلداتهم ورفض إطلاق الأسرى اللبنانيين'.
وقال الرئيس سلام إننا 'من هنا، ندعوكم، أيها الاشقاء الكرام، للضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل وقف اعتداءاتها والانسحاب الفوري والكامل من جميع الأراضي اللبنانية'.
وتابع أن 'هذا ويشدد لبنان على اعتماد سياسة خارجية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ومنع أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، ويهمّه بناء الشراكات الاستراتيجية مع كافة الدول العربية وهو حريص على التصدي لكل ما يهدد امنها وسيادتها واستقرارها، أياً كان مصدرها. ونحن نقدّر عالياً تضامن كل الأشقاء العرب مع لبنان في هذه الظروف وتقديم المساعدات للتخفيف من وطأة الأزمات المتتالية عليه بما فيها متطلبات اعادة الإعمار'.
وأضاف أنه 'رغم حجم التحديات الداخلية، التي تواجهنا، يبقى لبنان، كما كان دوماً، ملتزماً نصرة القضية الفلسطينية. فنحن ندين بشدة السياسة الإسرائيلية القائمة على القتل الممنهج والتدمير الشامل والتجويع المتعمد، لا سيما في قطاع غزة. ولا شك ان ما يشجع المعتدي الاسرائيلي على التمادي هو غياب المحاسبة رغم صدور قرارات تاريخيّة من اعلى المحافل القانونية الدولية لوضع حد للجرائم الاسرائيلية'.
وأكّد سلام على دعم لبنان 'الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه، وبالأخص حقه في تقرير المصير وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، التزاماً بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تبنيناها جميعاً في قمة بيروت عام ٢٠٠٢. كما نؤكد على رفض أية محاولات لنقل او تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في بلد آخر رفضًا قاطعًا. بموازاة ذلك، نشدد على ضرورة الاستمرار في دعم الأونروا كي تتمكن من اداء دورها الإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في الدول المستضيفة ايضا'.
كما أكّد على 'استعداد الدولة اللبنانية للتعاون مع الجمهورية العربية السورية لإعادة النازحين السورييّن، الذين استضافهم لبنان منذ عام ٢٠١١، إلى بلداتهم وقراهم التي اصبحت آمنة. وندعو الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة على تأمين مقومات الحياة الأساسية لهم في سوريا مما يجعل الظروف أكثر ملاءمة لعودتهم الكريمة. وكذلك، نسعى الى ضبط الحدود، ومنع التهريب بكافة أشكاله لما فيه من مصلحة مشتركة لبلدينا'.
وكرر ترحيب لبنان 'بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، وبجهود المملكة العربية السعودية، توصلاً الى ذلك، ونهنئ سوريا دولة وشعباً على هذا القرار الذي يشكل فرصة للنهوض، وسيكون له انعكاسات إيجابية ايضاً على لبنان وعموم المنطقة'.
ختم قائلاً إن 'لبنان يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية العمل العربي المشترك. فالظروف الإقليمية والدولية معقدة ومقلقة، وتتطلب منا جميعاً أعلى درجات التنسيق والتعاون والتضامن، إنطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه شعوبنا، وصونًا للأمن العربي المشترك. وبعد مرور ثمانين عامًا على تأسيس جامعتنا العربية، يتطلع شبابنا وشاباتنا إلى مستقبل عربي يحفظ كرامة الانسان العربي ويحاكي متطلبات العصر، مستقبل قائم على السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، وعلى التعاون والتكامل والاستفادة من الميزات التفاضلية لكل منّا'.