تقرير مثير عن حرب لبنان.. هكذا تؤثر على "النفط العالمي"!

نشرت مجلّة 'غولبز' الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه من خلال النظر إلى أسعار النفط العالمية، سيفهم كل شخص لماذا تسعى الولايات المتحدة الأميركية لمنع نشوب حرب إسرائيلية ضد لبنان.

وقال التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إن أسعار النفط حطمت الرقم القياسي الذي سجلته خلال 4 أشهر هذا الأسبوع؛ وتم تداول سعر برميل نفط برنت عند مستوى 87 دولاراً أميركياً.

وأوضح أنّ تجدد القفزة في أسعار الذهب الأسود، بعد اعتدالها قليلاً في الأشهر الأخيرة، أجّج المخاوف في العالم من استمرار الاتجاه السلبي.

ووفقاً لمراجعة أجراها بنك لئومي الإسرائيلي، فإن الموجة الأخيرة من الزيادات في أسعار النفط تعود، من بين أمور أخرى، إلى هجمات الحوثيين من اليمن في البحر الأحمر.

وذكر المصرف هجمات الحوثيين باتجاه إسرائيل يمكن أن تعرض الوضع الأمني الحساس في الشرق الأوسط للخطر، وتشكل الأساس لزيادة أسعار النفط.

إضافة إلى ذلك، يوضح المصرف أن واردات الصين من المشتقات النفطية في شهري كانون الثاني وشباط ارتفعت بنسبة 21% مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2023. وقال: 'من الممكن أن تسلط هذه الزيادات في الواردات الضوء على النمو المستقبلي في النشاط الاقتصادي في الصين والحاجة إلى منتجات الطاقة'.

وتعد زيادات الأسعار في سوق النفط، بحسب 'غلوبز'، مسألة حساسة في الولايات المتحدة، حيث يعتبر سعر النفط مقياساً رئيسياً لحالة تكاليف المعيشة في البلاد، كما أن الزيادة الحادة على سعره يمكن أن تؤثر أيضاً على الانتخابات في الولايات المتحدة والتي ستقام أواخر العام الجاري.

كذلك، يقول التقرير إنه الممكن أن يؤدي التصعيد في الشرق الأوسط، مثل بدء حرب بين إسرائيل ولبنان، إلى قفزة كبيرة في الأسعار، وأضاف: 'في بداية الحرب في غزة، على سبيل المثال، وعندما كانت هناك توقعات بشأن احتمال اندلاع حرب إقليمية، وصل سعر خام برنت إلى 92 دولاراً للبرميل'.

وفي السياق، يوضح الدكتور غاي لارون، أحد كبار المحاضرين في قسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية، أن الحياة كلها في الولايات المتحدة تتمحور حول استخدام السيارة، ويقول: 'بالنسبة للأميركيين، سعر البنزين مثل سعر الحليب، هناك عشرات الملايين من الناس لن ينجوا إذا ارتفع سعر الوقود فوق سعر معين'.

ويوضح لارون أن الخوف منذ اندلاع الحرب في غزة هو من أن تتمدد المعركة إلى إيران، وهذا الأمر سيتكرر في حالة صراع بين إسرائيل وحزب الله، وأكمل: 'هذا السيناريو مخيف للغاية بالنسبة للأميركيين، وقد أطلقوا حملة طويلة لمنع توسع الحرب، للتأكد من أن إسرائيل يمكن أن تستمر في قتال حماس من ناحية مع عدم تحويلها إلى حربٍ إقليمية من ناحية أخرى'.

بدوره، يوضح إنبار نيو فرايفيلد، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي وعضو منتدى ديبورا، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل تؤثر بشكل كبير على الموقف والخطاب تجاهها داخل الولايات المتحدة نفسها، وقال: 'إذا توسعت الحرب، سيكون هناك عبء اقتصادي ثقيل على الولايات المتحدة، التي قدمت مساعدات واسعة جداً لإسرائيل في الحرب في غزة. مع ذلك، يصبح من الصعب أن نشرح للمواطن الأميركي العادي أسباب هذا الكم الكبير من المساعدات خصوصاً إذا كان لا يفكر كثيراً بوضع إسرائيل أو في حال كان لا يؤيدها'.

ويلفت التقرير إلى أن 'الحرب ضد حزب الله في لبنان ستكون أكثر صعوبة في جعلها متاحة للجمهور الأميركي، لأنها قصة أقل شهرة من الصراع مع غزة، ومن الأسهل تقديم إسرائيل على أنها الشر في القصة التي قد يشهدها'.

إلى ذلك، يقول لارون إن 'الحرب الإقليمية ستثير مسألة إغلاق مضيق هرمز الإيراني، الذي يعد بوابة إلى الخليج الفارسي'، وأضاف: 'سيكون من السهل جدًا على إيران أن تفعل ذلك. بالنسبة للعبور، فهذه نقطة إشكالية، لأن بعض النفط القادم من الخليج يمر عبر المضيق'.

ويقول لارون إن إغلاق المضيق لن يؤثر على الولايات المتحدة فحسب، بل على أوروبا أيضاً، ويقول: 'بعد قطع العلاقات مع روسيا بعد خوضها الحرب مع أوكرانيا، تعتمد روسيا بشكل كبير على الشرق الأوسط لتلبية احتياجاتها من الطاقة'.

لارون يقول أيضاً إنّ الزيادة الحادة في أسعار النفط ستضر بشكل خطير بفرص الرئيس الأميرك جو بايدن في الفوز بولاية أخرى، ويضيف: 'إذا ارتفعت الأسعار، فمن المؤكد أن بايدن سيخسر الانتخابات. يمكنه التوقيع على أمر يمنع تصدير الغاز والنفط من الولايات المتحدة، لكنه بذلك يوجه ضربة قوية لأوروبا'.

هل الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تمنع الحرب؟

بحسب 'غلوبز'، يواصل 'حزب الله' في لبنان قتالاً محدوداً ضد إسرائيل، ويطلق الصواريخ على المستوطنات الشمالية كل يوم. عن هذا الأمر، يقول لارون: 'من وجهة نظر الأميركيين، فإن أفضل طريقة لمنع نشوب حرب في الشمال هي إنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن'.

ويتابع: 'تظل الحرب أقوى حجة لحزب الله لمواصلة تقويض إسرائيل. لهذا السبب يحاول الأميركيون التوصل إلى نهاية سريعة للحرب، أو على الأقل تقليص أبعادها'.