اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
تنعقد اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية قمة دوليّة استثنائية للسلام، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. في محاولة حاسمة لمتابعة زخم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحويله إلى خطة عمل شاملة في الشرق الأوسط، يمكن النظر الى هذه القمّة من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي: البعد الإقليميّ والبعد الأمريكيّ ومستقبل قطاع غزة.
في البعد الإقليميّ يمكن قراءة الدور المصري بمثابة إعلان قويّ عن استعادة الدور المحوري لمصر كضامن إقليمي للإستقرار. وإن إستضافة القمة والمشاركة في رئاستها تؤكد أن القاهرة هي البوابة الرئيسية لأي حل دائم للصراع في غزة، وخاصةً مع سيطرتها على معبر رفح الحدودي. فمصر لديها القدرة على إدارة ملفات الوساطة المعقّدة، بالتعاون مع قطر وتركيا، ما يعزز مكانتها كشريك لا غنى عنه في عملية السلام هذه. وحضور قادة عرب واندماجهم في رؤية مشتركة حول كيفية التعاطي مع تداعيات الحرب، والتركيز على هدف مشترك هو إعادة إعمار غزة ومستقبل السكّان فيها.
في البعد الأمريكي يمثّل الحضور القوي للرئيس دونالد ترامب، ورئاسته المشتركة للقمة، الدليل الأبرز على الأبعاد الدولية لهذه القمة، وتركيز الإدارة الأمريكية على ترسيخ إنجاز دبلوماسي كبير يكون تحت رعايته، لذلك يمكن إعتبار هذه القمّة تجاوز للإطار التقليدي للأمم المتحدة ومفاوضات حلّ الدولتين بالشكل القديم، وهذه المرّة تستند بشكل أساسي هذه القمّة على ترتيبات خلو غزّة من التهديدات. أما في حضور رؤساء دول عظمى مثل بيرطانيا وفرنسا واسبانيا وإيطاليا وقطر وتركيا، تعطي شرعية دولية واسعة ودعم مالي كبير لإعادة إعمار غزّة. إن مستقبل غزة ومرحلة ما بعد الحرب هو العنوان الرئيسي لقمّة السلام هذه، ومحور النقاشات التفصيلية التي ترتكز على ثلاثة نقاط أساسية.
نقطة نزع السلاح: تشمل مناقشة بنود خطة ترامب بشأن إنشاء غزة كمنطقة خالية من التهديدات، ونشر قوة أمنية دولية وإقليمية لمراقبة الحدود، وتدريب قوات أمن فلسطينية جديدة. هذا البند هو الأصعب والأكثر حساسية. النقطة الثانية هي إعادة الإعمار: سيكون هناك حزمة مساعدات دولية ضخمة في طريقها لإعادة الإعمار وسيتمّ الكلام عن مستقبل الإدارة في غزة، مع التركيز على إعادة تفعيل دور السلطة الفلسطينية أو تشكيل مجلس سلام جديد لإدارة القطاع. في النقطة الثالثة وهي الأبعاد السياسية، كما تشير بعض التسريبات الى مستقبل حديث عميق يبحث في كيفية إقامة دولة فلسطينية تلتزم بشروط السلام المتّفق عليه.
في خلاصة هذا المقال يمكن إعتبار إن قمّة شرم الشيخ للسلام اليوم ليست مجرد حفل توقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، بل هي مؤتمر تأسيسيّ لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط. تفرضها قوّة دولية برئاسة أمريكية وبدعم إقليمي مصريّ. يترقب العالم اليوم نتائج هذه القمّة ليعرف ما إذا كانت ستنجح في إحداث تحوّل دائم في المنطقة، أم ستُضاف إلى سلسلة من اللقاءات التي لم تنجح في إنهاء الصراع يوماً، إن الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة لأن غياب ممثلين عن حماس وإسرائيل يحجب موقفهم الباطني من الصراع ومن المؤتمر نفسه ولو تم إمضاء وقف إطلاق نار وتسليم أسرى، يمكن إعتبار مشهدية هذه القمة كالرماد التي تحجب الجرح أو الجمر والتي في أي لحظة قد تشتعل من جديد.











































































