اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لم يتسلم بعد أي رد إسرائيلي على خيار التفاوض الذي كان قد طرحه لتحرير الأرض، مشيراً الى ان «منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا أن نذهب الى قوة المنطق». وطمأن الرئيس عون الى ان الكلام عن «تلزيم» لبنان الى سوريا غير مبرر ولا داعٍ له، مشيراً الى ان استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان.
واعتبر ان الدعوة الى حوار وطني قبل اجراء الانتخابات النيابية، هو بمثابة «حوار طرشان»، مشدّداً على اصراره ورئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونواف سلام على حصول الانتخابات في موعدها.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي، حيث أكد انه لا يزال يحدوه الأمل ببناء لبنان الجديد، مشيراً الى ان الفرص أمامنا كبيرة جدا وهناك وفود ومؤتمرات تعقد من اجل لبنان، ولا يزال البعض تستهويه صراعات داخلية لا فائدة منها، وكلٌّ يريد ان يشد عصب مجموعته، إذ نحن في سنة إنتخابية. وأكد انه «لا يحق لأحد أن يشوّه صورة لبنان بالسلبيات، وأن يوقظ الوحش الطائفي والمذهبي».
وأشار رئيس الجمهورية الى ان المؤشرات الإيجابية عديدة، لكن هناك من هم نقيض منطق الدولة ولا يبغون قيامها، لأن قيام الدولة في لبنان يعني حكما انتهاء دورهم، فهم من يسيئون الى لبنان. أكرر انني رغم كل ذلك، لا أزال متفائلا، ولا زلت أتطلع الى الخير، ولست بمحبط ابدا، ولكن عندي عتب على هؤلاء، فليرحموا هذا البلد.
منطق القوة وقوة المنطق
وحول ما إذا كنا لا نزال كلبنانيين نملك قدرة الضغط على الإسرائيلي لتحرير بلدنا، أجاب: نقوم بما تقتضيه مصلحة بلدنا. وهناك حكومة هي المسؤولة وحدها، ولا أحد غيرها. وأنا اسأل: هل لغة الحرب قادرة على إيصالنا الى نتيجة؟ أنا أطرح هذا السؤال كرجل عسكري، والعسكريون اكثر من يكرهون الحرب لأنهم يعرفون ويلاتها. من هنا، فإنه بالمفهوم العام، عندما لا تؤدي الحرب الى أي نتيجة، فإنها تنتهي بالدبلوماسية، ونحن لدينا تجارب سابقة وهي الحدود البحرية.
وقال: إذا لم نكن قادرين الى الذهاب الى حرب، والحرب قادتنا الى الويلات، وهناك موجة من التسويات في المنطقة، ماذا نفعل؟ ومشكلتنا، كما ذكر لي بعض المسؤولين الأميركيين أنفسهم، ان بعض اللبنانيين الذين يقصدون الولايات المتحدة «يبخون سمّاً» على بعضهم البعض وهم مصدر الأخبار المسيئة.
وأشار الى اننا تكلمنا على مبدأ التفاوض، ولم ندخل بعد بالتفاصيل، ولم نتلق بعد جوابا على طرحنا هذا. وعندما نصبح امام قبول، نتكلم عندها على شروطنا. والنقطة الأساسية التي أطرحها تبقى التالية: هل نحن قادرون على الدخول بحرب؟ وهل لغة الحرب تحل المشكلة؟.
وعما إذا كان سأل حزب الله هذين السؤالين، أوضح انه قال ذلك للحزب بكل صراحة. أضاف: «إن منطق القوة لم يعد ينفع، علينا ان نذهب الى قوة المنطق».
وسُئل رئيس الجمهورية عن حقيقة ما يدور على السنة البعض من عتب غربي عليه، فذكَّر بمبلغ الـ230 مليون دولار كمساعدة للجيش وقوى الأمن، فور عودته من نيويورك، وذلك للمرة الأولى التي يتم فيها تخصيص مثل هذا المبلغ من قبل واشنطن، «كما ان الرئيس ترامب أشاد بي في كلمته امام الكنيست، إضافة الى كافة الوفود التي تزور بلادنا. وكلمة حق تقال فحزب الله لا يتعاطى في منطقة جنوب الليطاني، والجيش وحده يقوم بواجباته على اكمل وجه، و أيضا هناك عمل جبار يتم تحقيقه من قبل الجيش والقوى الأمنية. والخارج يشيد بنا، إلّا في بعض الداخل عندنا».
وعن ما أنجز في بلغاريا بخصوص ملف تفجير مرفأ بيروت، أوضح عون انه تكلم مع كبار المسؤولين البلغاريين وأتت الموافقة لإجراء تحقيق إفتراضي مع مالك الباخرة «روسوس» الموقوف من قبل القضاء البلغاري، على أن يتم رفع طلب بهذا الخصوص من وزير العدل اللبناني الى نظيره البلغاري، وهذا ما سيتم سريعاً.
حوار طرشان
وردّاً على فكرة الدعوة الى حوار وطني، اعتبر الرئيس عون انه قبل إجراء الانتخابات النيابية، سيكون الحوار بمثابة «حوار طرشان».
أما عن إمكان عدم حصول الانتخابات النيابية، شدّد على انه مصرّ مع الرئيسين بري وسلام، على إجراء الانتخابات في موعدها، وأما صيغة القانون الذي ستجرى على أساسه، تعود الى البرلمان، قد يكون هناك من لا يرغب في حصول الانتخابات، وانطلاقاً من مبدأ فصل السلطات، لا يمكن للحكومة لعب دور مجلس النواب، وهذا ما نص عليه الدستور واتفاق الطائف.
وعن لقاء الرئيسين الأميركي والسوري، والخوف من «إعادة تلزيم» لبنان لسوريا، أوضح عون ان استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان، ولكن الكلام عن « تلزيم» لبنان الى سوريا ليس سوى مجرد كلام وشائعات، والخوف من هذا الامر غير مبرر، فالحكم وفقاً للنوايا لا يجوز، وليس هناك من «تلزيم» للبنان، وليطمئن الجميع.
وحول مسألة المودعين، طمأن الرئيس عون ان حقوق المودعين بمثابة خط أحمر، وأكد انه في كل اللقاءات التي تجمعه مع المسؤولين الماليين في الخارج، كما هو حال حاكم مصرف لبنان أيضاً، فإن التشديد هو على حقوق المودعين وعدم التفريط بها.
التفاوض
وعن مسألة التفاوض مع إسرائيل، أشار الرئيس عون الى ان لبنان لم يتسلم رسمياً أي موقف أميركي واضح بشأن هذا الطرح، وانه في انتظار وصول السفير الأميركي الجديد الى لبنان الذي قد يحمل معه جواباً إسرائيلياً، وان ما قاله الرئيس بري في هذا الخصوص، مواز تقريباً لمسألة المفاوضات حول الحدود البحرية التي كانت قد تمت سابقاً، وان لجنة «الميكانيزم» موجودة وهي تضم كل الأطراف ويمكن إضافة بعض الأشخاص إليها إذا اقتضى الأمر.
وعما رافق زيارته الى نيويورك من انتقادات لجهة عدم لقائه كبار المسؤولين الأميركيين، لفت رئيس الجمهورية الى وجود كلام كثير حول هذا الموضوع مناف للواقع، حتى ان هناك من قال انه (أي عون) توسّط لأخذ صورة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفاتيكان وأميركا، وهو أمر لا يمتّ الى الحقيقة بصلة. وذكر ان الرئيس ترامب وجّه دعوة إليه لحضور حفل الاستقبال الذي أقامه على شرف الوفود المشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة، إلّا ان توقيت إلقاء كلمة لبنان تأخر، وثم وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وطلب منه سماع الكلمة التي سيلقيها، ولم يعد هناك من وقت كاف للمشاركة في الحفل.
وركّز الرئيس عون على أهمية الإعلام ودوره الكبير، ولكنه أسف لقيام البعض بتشويه الواقع في لبنان، الى حد الوصول الى درجة الإساءة الشخصية وحدود اللاأخلاق.
القصيفي
وكان النقيب جوزف القصيفي استهل اللقاء بكلمة قال فيها: «نلتقيكم على مرمى أمل ورجاء من زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان، وما تمثّل من غنى إنسانّيً نوعّي يحدّد الهوية الأصيلة لهذا الوطن الذي يعبر جلجلة المعاناة، كل يغني على ليلاه ولا من يغني على ليلى لبنان، مودعون قلقون على ودائعهم لا يعرفون من أمرها شيئا ، إقتصاد منكمش، إنقسامات حادة تطاول كل الملفات، ووصلت إلى الاستحقاق الانتخابي وشكل القانون، إلى ما هنالك من صعاب، ندرك انكم تواجهونها بقوة شكيمة، وصبر وطول اناة، وبكثير من العزم على تذليلها، وبمتابعة دؤوب وإرادة لا تلين».











































































