اخبار لبنان
موقع كل يوم -قناة المنار
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
تستمر الأوساط السياسية لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي في الحفاظ على حالة من الغموض حيال إمكان التوصل إلى اتفاق مع حركة 'حماس' خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك غداة إعلان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن أمله في تحقيق 'بشرى في قضية الأسرى، إن لم تكن اليوم، فغدًا'.
ونقلت صحيفة 'هآرتس'، مساء الثلاثاء، عن مصدر سياسي في كيان الاحتلال قوله إن 'المحادثات مستمرة طوال الوقت'، فيما دعا مصدر آخر إلى 'خفض سقف التوقعات'، مشددًا على أن 'المسؤولية عن إمكانية التقدم تقع الآن على حركة حماس'، على حد تعبيره.
ووفقًا لما نُقل، فإن 'حماس مطالبة بقبول الصيغة التي نقلها إليها كيان الاحتلال، والتي تُعدّ القاعدة الأساسية للتفاوض، وإذا تم ذلك – فسيكون بالإمكان بلورة اتفاق'.
في الوقت نفسه، يواصل الجانب الأميركي إجراء محادثات عبر قنوات غير رسمية، ويمارس ضغوطًا على الطرفين بهدف التوصل إلى صيغة مشتركة. وتبقى النقطة الخلافية الرئيسية في المفاوضات، هي رفض كيان الاحتلال لإنهاء الحرب، في مقابل مطالبة 'حماس' بالحصول على ضمانات واضحة تُلزم الاحتلال بوقف العدوان ضمن إطار الصفقة.
وبحسب مصادر، فإن الجانب الأميركي يبحث حاليًا عن صيغ تضمن الحد الأدنى من التوافق بين الطرفين. ويشدد كيان الاحتلال على أن الصيغة الوحيدة التي يقبل بمناقشتها هي النسخة المعدّلة من 'مخطط ويتكوف'، والتي تنص على إطلاق سراح عشرة أسرى في اليوم الأول من الاتفاق، مقابل إعلان وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، من دون تقديم أي التزام من قبل الاحتلال بإنهاء الحرب بشكل نهائي.
نتنياهو يشترط تحقيق 'النصر' وويتكوف يتحدث عن تقدم محتمل
وفي السياق ذاته، صرح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه لا يمكن إطلاق سراح المحتجزين دون تحقيق ما وصفه بـ'نصر عسكري'، في وقت وجّه فيه مئات الضباط والجنود رسالة علنية ضد استمرار الحرب. وأضاف نتنياهو أن غزة أصبحت 'سجنًا كبيرًا' وحدودها مغلقة، مدّعيًا أنه لو كان القرار بيده، لسُمح للجميع بالمغادرة.
وفي المقابل، قال رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ إن كيانه يمرّ اليوم بمنعطف حاسم على الصعيد الوطني، بعد مرور 600 يوم على اندلاع الحرب، مضيفًا: 'نحن أمام اللحظة المناسبة للمبادرة والجرأة والعمل بكل السبل لإعادة المختطفين'، مشيرًا إلى وجود إجماع شعبي على ضرورة إعادتهم.
وفي تطور ذي صلة، كشفت هيئة البث التابعة لكيان الاحتلال أن نتنياهو رفض طلب عائلات الأسرى المحتجزين في غزة لعقد لقاء معه، كان مقررًا غدًا الأربعاء، بمناسبة مرور 600 يوم على بدء الحرب. وأصدرت العائلات بيانًا طالبت فيه بإقالة وزير الشؤون الإستراتيجية في كيان الاحتلال، رون ديرمر، من رئاسة فريق التفاوض.
وجاء في البيان أن مئة يوم مرّت على تكليف ديرمر بقيادة الفريق، دون إحراز أي تقدم يُذكر في ملف المختطفين.
ويتكوف يلمّح إلى تقدم… وديرمر في واشنطن
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' بأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أبلغ عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بأن هناك احتمالًا كبيرًا لتحقيق تقدم في المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
من جانبها، نقلت القناة الـ12 التابعة لكيان الاحتلال عن مصدر مطّلع أن وزير الشؤون الإستراتيجية في كيان الاحتلال، رون ديرمر، من المتوقع أن يلتقي اليوم في واشنطن مع المبعوث الأميركي ويتكوف.
وأوضح المصدر أن اللقاء سيتركز على مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة تبادل، إضافة إلى مناقشة الملف الإيراني.
وفي موازاة ذلك، أفادت صحيفة 'هآرتس' بأن مجموعة من ضباط وجنود الاحتياط في جيش الاحتلال وجّهوا رسالة مفتوحة جديدة تدعو إلى وقف الحرب في غزة. وذكرت الصحيفة أن الرسالة، التي وقّعها نحو 1200 عسكري من كيان الاحتلال، طالبت الحكومة ورئيس الأركان بوقف ما وصفوه بـ'الحرب السياسية' فورًا.
وجاء في الرسالة أن استمرار الحرب من شأنه أن يؤدي إلى مقتل الأسرى والجنود، بالإضافة إلى قتل مدنيين أبرياء، وقد يفضي أيضًا إلى ارتكاب جرائم حرب.
المصدر: مواقع