نتنياهو مصرّ على اجتياح رفح..رغم ثلاث نتائج كارثية

نقلت هيئة البث الإسرائيلية الاثنين عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الخيار الوحيد لدى تل أبيب هو اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة.

وجددت واشنطن تحذيرها من شن عملية رفح على لسان نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والتي قالت في مقابلة تلفزيونية الأحد إنها لا تستبعد أن 'تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل في حال مضت في غزو رفح'.

وأضافت: 'الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل بكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبرى في رفح ستكون أمراً خاطئاً'، مشيرة إلى أنها درست الخرائط وتبين لها أنه لا يوجد مكان يذهب إليه 1.5 مليون إنسان.

وكان نتنياهو قد أكد الأحد التوجه نحو شن عملية برية في رفح، وقال إن الجيش الإسرائيلي سوف يدخل رفح ويحقق 'النصر الشامل'، متعهداً بالقضاء على رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار. وأضاف: 'لا يمكن هزيمة الشر المطلق بتركه وحده في رفح'، حيث يعتبر نتنياهو أن رفح هي 'المعقل الأخير' لحركة حماس في قطاع غزة المحاصر.

اجتياح رفح مقامرة

وفيما تخرج التصريحات السياسية بشكل متكرر من تل أبيب حول ضرورة شن عملية على رفح، تبقى المعضلة العسكرية هي العقبة الأساسية أمام الجيش الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، حذر جنرال عسكري إسرائيلي في مقال نشرته صحيفة 'معاريف' الاثنين من ثلاث نتائج كارثية تهدد تل أبيب حال تجاهلت التحذيرات الدولية ونفذت عمليتها العسكرية في مدينة رفح.

وأوضح الجنرال الاحتياط إسحاق باريك أن الدخول إلى مخيمات رفح قد يؤدي إلى ثلاث نتائج كارثية، الأولى تتعلق بإمكانية اندلاع حرب إقليمية متعددة الجوانب، والثانية تهدد فقدان السلام مع مصر بحال تشابك القتال على الحدود المصرية، أما الثالثة فتتمثل في زيادة مخاطر مقتل جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

ووصف العملية العسكرية في رفح ب'المقامرة الخطيرة جداً'، مؤكداً أنه 'لا ينبغي الإقدام عليها فقد تكون المسمار الأخير في نعش البقاء الإسرائيلي'.

ورأى أن حديث نتنياهو عن انهيار حماس بعد القضاء على كتائبها الأربع في رفح 'هي كذبة خطيرة للغاية'، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي أبلغ مجلس الحرب الإسرائيلي بأن 'أمن إسرائيل ومكانتها الدولية في خطر'.

وقال الجنرال الإسرائيلي: 'أصبح اليوم من الواضح للجميع أن التدمير الكامل لحماس هو خيار نتنياهو وأتباعه'، مبيناً أنه 'باسم الوهم الذي يخدعون به الجمهور بشأن التدمير الكامل لحماس يخلق المستوى السياسي العقبات للإفراج عن الأسرى'.

وعن سبب استمرار الحرب، اعتبر باريك أن 'القيادة التي فقدت اتجاهها تخشى من إنهاء الحرب خشية أن تضر بحكم نتنياهو كرئيس للوزراء والنتيجة لا نصر كامل على حماس ولا إطلاق سراح لجميع الأسرى'.

وتابع قائلاً: 'إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى أحياء وأمواتاً، على الأقل فإن الحرب سوف تظل محفورة في أذهان الرأي العام باعتبارها فشلاً ذريعاً وهذا سيكون أسوأ فشل تعرض له شعب إسرائيل في جميع حروبه، منذ تأسيس الدولة اليهودية وحتى يومنا هذا'.