اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
رعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلاً بالسيدة الأولى نعمت عون حفل افتتاح 'متحف الإستقلال' بدعوة من بلدية راشيا الوادي، الذي تم تأهيله وتجهيزه بهبة من 'مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية' ممثلة بالوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة أقيم في قلعة راشيا لمناسبة عيد الاستقلال.
بعد جولة في أرجاء القلعة والمتحف تخللها شرح تفصيلي عن التقنيات المستخدمة وأقسام المتحف ومضمونه قدمه مدير 'مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية' عبد السلام ماريني، جال الحضور في الغرف التي سجن فيها رجالات الإستقلال قبل بدء الإحتفال.
قدم الإعلامي جورج صليبي الاحتفال، فرأى أنه مناسبة وطنية عزيزة، تعيد إلينا روح العام 1943، يوم وقف اللبنانيون صفاً واحدًا ليصنعوا استقلال وطنهم، معتبرًا أن هذا المتحف ليس مجرد مساحة عرض، بل مساحة ذاكرة.
ناجي
رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي قال في كلمته: 'في هذا اليومِ المجيد من تاريخ وطنِنا، نقفُ جميعاً صفاً واحداً نحيي ذكرى الاستقلال، في تلك الليلة التي انتزع فيها أبطالنا حقَّهم في الحرية أثبتوا أنّ إرادة الشعوب لا تُقهرُ وأنَّ الأوطانَ تُبنى بالتضحياتِ وتُصانُ بالعزمِ والإيمان'.
وأضاف: 'فخامةَ الرئيس إنَّ حضورَ السيدةِ الأولى بيننا اليوم، ليس مجرد مشاركة رمزية، بل هو رسالة واضحة بأن مسيرة الوطن مستمرةٌ بكم ومعكم، وأنَّ رايةَ الاستقلالِ التي رُفعت قبلَ عقود، لا تزال تحلقُ عاليةً في سماءِ هذا البلدِ حاملةً آمالَ شعبِه وتطلعاتِ شبابِه.
إنَّ إحياءَ الذكرى هذا العام، له معنًى خاص، بدءًا من اليوم وصاعداً ستُروى حكايةُ الاستقلال، وبصوت رجالاتِ الاستقلال، في قلعة راشيا، مع افتتاح متحفٍ مزودٍ بأحدثِ التقنياتِ الصوتيةِ والمرئيةِ ليخلد رجالات قالوا لهذه القلعة سنكون وإياكِ حكاية تتوارثُها الأجيال؛ في هذه القلعة حفرَت السيدة الفاضلة ليلى الصلح حمادة اسمَها على كلِّ حجرٍ فيها فأعادت الحياةَ إليها، وهمسَت في أذن التاريخ: توقف، هنا بزغَ فجرُ الاستقلال، هنا أبطالُ المجدِ والتاريخ، هنا الأصالةُ والعنفوان. وكما كان للاستقلالِ رجالاتُه كذلك كان له حماتُه، وحافظوا على صيغتَه الفريدة، فتحيةً من راشيا إلى الزعيم الوطني وليد جنبلاط، المؤتمن على وحدة الكيانِ اللبنانيِّ وتنوعِه وفرادتِه'.
وختم: 'في هذه المناسبة العزيزة نحيي رجال الجيش اللبناني وننحني إجلالاً أمامَ دماءِ الشهداءِ ونؤكدُ أنَّ تضحياتِهم ستبقى نبراساً نهتدي به'.
أبو فاعور
عضو 'اللقاء الديمقراطي' النائب وائل أبو فاعور قال: 'ضناً بالوقت وتفادياً للتكرار أرحب بكم جميعاً بكل احترام وتقدير لأشخاصكم ومواقعكم وصفاتكم. شكراً للبنانية الأولى السيدة نعمت عون على تمثيلها لفخامة الرئيس جوزاف عون في هذا الافتتاح اليوم والشكر لفخامته على تكرمه بهذه الرعاية، لكن الشكر الأكبر له هو على رحب حكمته ووطنيته وميزان ذهب مواقفه في إدارة عجاف أيامنا الوطنية ولو تقصدته السهام وتهامس من خلفه النمامون والسعاة'.
أضاف: 'شكرًا للسيدة ليلى الصلح حمادة ولمؤسسة الوليد بن طلال على تكرمها بتقديم هذا المتحف ليس بجماله فحسب، بل بما يعنيه من إعادة ترميم وبناء لذاكرتنا الوطنية المشتتة التي تقاسمتها ألف ريح وريح، شكراً لك سيدة ليلى وقد حولت إرثك العائلي إلى فضيلة وطنية وها هي راشيا وقلعتها تتوهجان بفضلك الذي رسخ لك موقعاً في وجدان راشيا والوطن، وشكرًا لفريق عمل المؤسسة وعلى رأسه الدكتور عبد السلام ماريني على جهده وتعبه وشغفه الذي انتج هذا المتحف الرائع'
وتابع: 'شكراً معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة على دعمك آملين ان نلاقيك بهذا المتحف في علو ثقافتك. شكرًا لمعالي وزيرة السياحة السيدة لورا لحود على دعمها لكل ما يدفع راشيا ومنطقتها قدما على طريق السياحة والتنمية. شكرًا لمعالي وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي وقد بتِّ ضيفة محببة في راشيا بل واحدة منا، ونأمل معك أن ننجز اتفاقًا مع وزارة الثقافة ووزارة التربية ومؤسسة الوليد بن طلال وبلدية راشيا لتحويل هذا المتحف إلى مقصد لطلاب لبنان يقرأون في كتابه تاريخ وطنهم. شكرًا لمعالي وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين وقد عرجت علينا بعد زيارتها قلعة راشيا فوضعت إكليلًا هناك وزرعت بسمة هنا، ونأمل أن نستقبلك قريبًا في محمية جبل حرمون، جبل تجلي السيد المسيح وجبل الدعاة الصالحين'.
وأضاف أبو فاعور حول المتحف فكرتان، أولاً: لطالما كانت راشيا وقلعتها رمزا للثورة على الظلم والاستعمار والاحتلال، منذ ثورة العام ١٩٢٥ حيث سقط عشرات الشهداء من أبناء المنطقة على جدران هذا القلعة إلى يوم الاستقلال في العام ١٩٤٣ حين قيّض'لهذا الوطن أن تجتمع إرادة أبنائه في لحظة وطنية مصيرية عبر رجال الاستقلال وفي مقدمتهم الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح فكانت بارقة الاستقلال وصولا إلى انحياز هذه المنطقة إلى المسيرة الوطنية والعربية التي قادها كمال جنبلاط ووليد جنبلاط، وراشيا اليوم بكل مكوناتها تأمل أن تكون عبر هذا المتحف نداء دائما للعودة إلى ما يجمع بين اللبنانيين في وحدة مصائرهم وتطلعاتهم'.
ثانيا: 'في هذه القلعة التي ترعرع فيها ميثاقنا الوطني والذي خصصنا له طاولة، أمل أن نحظى بلحظة وطنية مشابهة نعيد فيها انتاج ميثاقنا الوطني الجديد، ميثاقًا يضع حدًا للتناقض الواهم بين سيادة الدولة الآمرة الناهية الحازمة الجازمة في كل أمر والتي ينضوي تحت لوائها الجميع وبين حماية الوطن والمواطنين من كل عدوان وتحرير الأرض والأسرى وإعمار ما دمرته آلة الاحتلال والارهاب الاسرائيلي. ونحن هنا نعلن دعمنا للمبادرة الشجاعة التي اطلقها فخامة رئيس الجمهورية بالأمس وثقتنا كاملة بوطنيّته وحكمته وبوطنية رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام وحكمته في سعيهما المشترك لأجل إخراج لبنان من محنته الحالية متكلين ومتكئين، كما كل اللبنانيين على مؤسسة شريفة وناصعة الوطنية هي مؤسسة الجيش اللبناني التي نحييها قيادة وافرادًا ونترحم على شهدائها ونجلها عن كل اتهام أو تشكيك أو مظنة لأنها طالما حفظت لبنان وسلمه واهله وعرفت العدو من الصديق'.
وقال: 'اليوم تكتمل ملامح راشيا من سوقها الأثري إلى درج استقلالها إلى متحفها وقلعتها إلى محميتها الطبيعية إلى صلاة جبلها الدائمة فأهلا وسهلا بالجميع في لؤلؤة البقاع التي آن لها ان تتوهج'
الوزيرة حمادة
وقالت الوزيرة حمادة في كلمتها: 'اليوم لا نقف في مكان عادي، ولا نمرّ بظرف عابر، نحن اليوم نقف على أرض صنعت تاريخ لبنان، وفي قلعة بين أصالة حجارتها وظلام لياليها شهدت ولادة استقلال لبنان، قلعة اعتادت على أحرار سلطان باشا الأطرش سنة 1925 فاحتضنت هؤلاء الأبرار من بشارة الخوري الى رياض الصلح الى كميل شمعون الى عبد الحميد كرامي الى سليم تقلا الى عادل عسيران، وفي بيت آخر بمنازله الكثيرة في بشامون رفع المير مجيد أرسلان وصبري حمادة وحبيب أبو شهلا العلم اللبناني في حمى أهلها. وكان لبنان، ولد في بلاد التوحيد، راشيا وبشامون، أخ وائل أمن باب الصدفة أم الشعور بالاستقواء؟ لبنان قديم صحيح ولكن أنا أحكي عن لبنان الأصيل، لبنان 1943 وليس لبنان 1920 الذي ولد على أدراج سفارة الانتداب الفرنسي، فالأول ثمرة مجاهدين والثاني صدفة المستعمرين، هذا الاستقلال صنعه الدهاة ونفذه الشجعان. هذا الاستقلال نستذكره كل 22 تشرين الثاني عند أضرحة الوطنيين وجديد المنتسبين اليه من دون سابق معرفة به وأدخل معه حتى الذين ولدوا بعده'.
أضافت: 'أردنا في مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية أن نعيد للقلعة مكانتها وان نحمي من النسيان ذاكرتها، أن هذا المتحف ليس مشروعا سياحيا بل واجب وطني على ابنة شهيد لم يحظَ بعيد رسمي، لم يُكتب له محكمة دولية، بات اسم شارعه الشائع شارع المصارف وبيعت ساحته من قبل السوليدير من دون اللجوء الى شفاعة أهله وقدرتهم على شرائها وهناك محاولة جدية لطرح ساحة رياض الصلح بالمزاد العلني الشهر القادم والدولة لا تحرّك ساكنا أما ساحة عبد الحميد كرامي فهي في حكم الغائب'.
وتابعت: 'لكل هذه الأسباب أوجدت هذا المتحف مع الشريك الدائم بإذن الله النائب والصديق وائل أبو فاعور علّنا نجد تفسيرا لهذا الواقع، وأنت أيها الشاب الزائر أقول لك أنت ابن الاستقلال، ابن السيادة والعزة والحرية، أنت لست ابن 8 أو 14 آذار، اجمعهما وسترى بنفسك ابن 22 تشرين الثاني والقافلة الأخيرة مع الرئيس جوزاف عون، فأنا على يقين انه سيعيد للجغرافيا ما سلبه الحاضر ويعيد للتاريخ ما شوّهه الماضي'.
وختمت قائلة: 'هذا الاستقلال هو ارثي وارثكم والحفاظ عليه واجبي وواجبكم ليس بحاجة الى دموع ترثيه بل الى سواعد تحميه وكرامة تقيه ليصحّ القول فينا: كلنا للوطن للعلى للعلم'.
وزيرة السياحة
ثم كانت كلمة لوزيرة السياحة قالت فيها: 'هنا في راشيا ولد الاستقلال وصيغت أسس الميثاق الوطني، هذا التراث الوطني الكبير يضع راشيا في قلب التاريخ اللبناني كرمز للوحدة والتلاقي بين المواطنين من كافة مكونات الوطن'.
وتابعت: 'افتتاح متحف الاستقلال في هذا العام بالذات يحمل رسائل إضافية، لبنان حسم أمره الاستقلال والسيادة هما خيارنا وقدرنا، إذا كان للاستقلال قلعته في راشيا، فالسيادة هي القلعة الحامية للاستقلال في القلوب وفي الدستور، سيادة تمتد على كل تراب الوطن من دون استثناء او تبرير'.
وزير الثقافة
ثم كلمة لوزير الثقافة قال فيها: 'تراجع نفوذ الدولة اللبنانية وتراجعت هيبتها
خلال عقود وعقود ومن الأمثلة على ذلك التقاعس هو عدم اهتمامنا بهذا المكان الذي هو قبلة اللبنانيين إن سعوا لفهم تاريخهم أو تذكروا من جاء لهم باستقلالهم. لذلك فإني بتأثر كبير أشكر كل من بادر لإحياء هذا المكان من خلال إنشاء متحف مختص بالاستقلال يجاور المتحف العسكري الموجود في الشق التابع لوزارة الدفاع من هذه
القلعة الجبارة ويذكر الأجيال الصاعدة من اللبنانيين بأن استقلالهم لم يُمنح لهم بل أُخِذ عنوةً من الذين كانوا قد سرقوه'.
وأضاف: 'أشكر من بادر إلى ذلك أشكر أولاً مؤسسة الأمير وليد بن طلال وهي مؤسسة رأيت نشاطها في غير مكان غير الصداقة التي جمعتني بمؤسسها، أحيي السيدة ليلى الصلح حمادة على اختيارها لهذا الموقع لما يعنيه ليس فقط لعائلتها الكريمة وإنما لعموم اللبنانيين لإحياء ذكرى من قاوم ومن استشهد ومن عمل لكي تكون لهذه البلاد سيادة حقيقية'.
وتابع: 'أشكر بلدية راشيا وأشكر الصديق النائب وائل ابو فاعور الذي هو دوماً في خدمة هذه المنطقة، أشكركم جميعاً على هذا الجهد الجبار الذي سمح لنا اليوم بالتواجد في هذا المكان العابق بالتاريخ وبالشهادة وبالوطنية، ويسرني أن أقول ان وزارة الثقافة التي كانت بعيدة عن هذا الموقع رغم أنها قيمة عليه ستقوم بكامل مسؤوليتها بعد اليوم للحفاظ على هذا الإنجاز الكبير، لذلك فإن حراساً خمسة سيكونون في هذا المكان طول النهار لذلك فإن دليلاً أو أكثر من دليل سيكون موجوداً في هذا المكان لإستقبال الوفود التي ستأتي لزيارته، ويسرني أن أقول انه سيكون على طاولة مجلس الوزراء هذا الأسبوع قرار بتشكيل للمرة الأولى الهيئة العليا للمتاحف في لبنان التي ستتولى شؤون المتاحف. لقد وضعت هذا القانون منذ 25 عاماً وبقي حبراً على وراق وأنا سعيد بأني سأعيد إحياءه وسأعين أعضاء هذه الهيئة المهمة التي ستكون مهامها الأساسية أولاً سحب كلمة متحف من عدد من الأماكن التي لا تستحقها عبر الأراضي اللبنانية، وثانياً الاهتمام بالمتاحف العديدة الموجودة على أرضنا، وهناك متحف اليوم في قلعة بيبلوس ومتحف في صيدا وآخر في صور وهذا المتحف الجميل الذي نفتتحه اليوم معه'.
حضر الإحتفال عقيلة رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي السيدة منى الهراوي، نائب رئيس مجلس النواب الأسبق النائب السابق إيلي الفرزلي، وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وزيرة البيئة تمارا الزين، عضو 'اللقاء الديمقراطي' النائب وائل ابو فاعور وعقيلته، النائب ياسين ياسين، النائب شربل مارون، النائب السابق فيصل الداود، ممثل قائد الجيش العميد خالد الخطيب، مستشار رئيس الجمهورية مدير المخابرات السابق العميد انطوان منصور، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ نظام مهنا، رئيس إتحاد بلديات قلعة الإستقلال ياسر خليل، رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي ورؤساء بلديات المنطقة.
كما حضر ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز مستشاره الشيخ فريد أبو ابراهيم، ممثل مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي مسؤول الشؤون الدينية ابراهيم حسين، المطران جوزيف معوض، ممثل المطران شارل مراد، الشيخ عباس ذيبي، مدير مكتب مفتي راشيا الشيخ يوسف الرفيع، أعضاء من المجلس المذهبي الدرزي ورجال دين.











































































