اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
لم يعد هناك وقت للمجاملات أو الأعذار، الإداريون الرياضيون في لبنان يعيشون خارج الزمن، فيما العالم يركض بخطى سريعة نحو الرقمنة.
لا يُعقل أن تبقى ملفاتنا حبيسة الأدراج، ونتائج بطولاتنا مبعثرة، وإدارتنا تعتمد على "ذاكرة الأشخاص" بدلاً من أنظمة إلكترونية حديثة.
إن غياب التحوّل الرقمي لم يَعد مجرّد تأخير، بل بات أحد أبرز عوائق تطوّر الرياضة اللبنانية، فلا تسجيل موحّد للاعبين والفنيين والإداريين لدى غالبية الإتحادات والأندية الرياضية، ولا أرشفة دقيقة للنتائج، ولا شفافية مالية تليق برياضة يُفترض أن تكون مثالًا للنزاهة. الإداريون الذين يكتفون بالخطابات والتنظير دون خطوات عملية، هم أنفسهم من يُبقون الرياضة رهينة البيروقراطية والوجاهة.
العالم من حولنا يطوّر لاعبيه بالأرقام والتحليلات الرقمية، ويَعرض مبارياته عبر منصات حديثة تصل إلى ملايين المشاهدين.
أما نحن، فما زلنا نحتفل ببطولة محلية لا يعرف بها أحد خارج حدود القاعة أو الملعب. وقلّة من الإتحادات التي تعمل بجد لنشر العابها على تلك المنصات.
التحوّل الرقمي ليس ترفًاً، بل شرط بقاء. والإداري الذي لا يملك الإرادة أو الجرأة للدخول في هذا المسار، عليه أن يتنحّى ويترك الساحة لمن يفهم أن المستقبل لا يُبنى بالورق، بل بالمعرفة الرقمية والشفافية.
الرياضة اللبنانية لن تنهض ما لم يتحمّل الإداريون مسؤولياتهم، ويخرجوا من عقلية الأمس إلى واقع اليوم، فإما أن يعملوا بجدية على التحوّل الرقمي، وإما أن يثبتوا أنهم أكبر عائق أمام أي أمل في التقدّم.
إن العالم يتقدّم بسرعة، وأي تأخير في اللحاق بالركب سيجعل غالبية الرياضات اللبنانية خارج المنافسة، لذلك فمسؤولية الإداريين اليوم واضحة، إما أن يقودوا عملية التحوّل الرقمي بجرأة، أو أن يتركوا مواقعهم لمن يمتلكون الرؤية والشجاعة لفِعل ذلك. عبدو جدعون